الحملات أنواع شتى فمنها من يعترضك ب «الحملة» أي بالعناق والقبل قد يكون من باب المحبة والشوق إليك، ومنها من يعترضك ب «الحملة» لغاية في نفس يعقوب وما أكثر الغايات وما أكثر اليعاقيب ومنها من يستقبلك ب «الحملة» لغاية في نفس يحزوب ، وما أكثر الغايات وما أكثر الأحزاب وهي «الحملة» الأكثر شيوعا هذه الأيام والتي سينتهي موسمها في مساء الثالث والعشرين من أكتوبر الجاري وهي ضرب من ضروب «الحمالة» في أسواق شراء الضمائر المعروضة للبيع ب «النصيب إللي كتب» كأن يكون قفة أو لمجة أو حفنة من الملاليم، وهنالك الحملة الأمنية حيث يتم القبض على المجرمين بالحملة وهناك من يقيم حملة على الآخر، وهناك من يقيم حملة لنفسه وهناك من يقود حملة لغيره تحت غطاء الحملة التضامنية مثلا في صورة «قطوس يصطاد لربي» لا أكثر ولا أقل وهنالك من يجمع الأموال بالحملة للحملة، وهنالك من يجمع القش بالحملة للبغال التي ترفض أكله ولا أمل له سوى أن «يطول ليلها وتعلف» وهنالك الحملة الانتخابية التي لا أجد شبها لها سوى «حملة» الوادي أي فيضانه والخروج عن مجراه إذ أن كل منهما تجر كل ما يعترض سبيلها من أخضر ويابس مدة «الحملة» المائية والحملة الانتخابية وعندما تهدأ تعود المياه إلى مجاريها رويدا رويدا ولا يبقى في الحواشي إلا ما خف وزنه من أعواد وقش وكرطون وما شابه ذلك ويبقى القش قشا والعود عودا والكرطون كرطونا إلى زوال قريب و«ما يبقى في الوادي كان حجره» بعد «الحملة» طبعا بشهادة من عاشروا الأودية واستمدّوا منها الحياة. وحتى لا أتحامل لا على «الحملة» الوادية ولا على الحملة الانتخابية في «حملة الوادي» هنالك من شاهد «عزوزة» هازها الوادي وتقول العام صابة أما أنا فرأيت بأم عيني في الحملة الانتخابية الماء يجري ل «الصعدة» فهل هو انخداع بصري أم هو الحقيقة؟