تزايد ظاهرة تمزيق المعلقات وتعاليق ساخرة لا تستثني أحدا اتسم انطلاق الحملة الانتخابية بدائرة تونس 2 وتحديدا جهتي حلق الوادي والكرم بعدة مظاهر وتعاليق ساخرة تعطي صورة تقريبية عن العلاقة المتوترة القائمة بين المواطنين والمترشحين سواء من الأحزاب أوالمستقلين. تونس (الشروق) الهادي الجويني: أول هذه المظاهر اتساع رقعة تعمد الكثيرون تمزيق معلقات الأحزاب والقائمات المستقلة بشكل عشوائي ودون أن يقصد من ذلك حزب أو قائمة بعينها وقد لاحظ المتابعون للحملة 2 الانتخابية ونحن منهم أن أطفال المدارس كان لهم نصيب الأسد في هذه العملية العفوية لسبب وجيه ومنطقي وهو أن المعلقات موجودة على الواجهات الخلفية للمدارس والمؤسسات التعليمية والتي اختارتها الهيئة المستقلة للإنتخابات لتعليق القائمات المترشحة لقربها من الأحياء السكنية فضلا عن قيام بعض المواطنين بتمزيق وإزالة وتشويه القائمات المعلقة دون التركيز على حزب معين ويبدو أن هذه العملية تدخل في اطار الغضب من توجهات هذا الحزب أو ذاك وربما كرد فعل تلقائي على العدد المهول للقائمات المترشحة والتي دفعت بالمواطن سواء إلى ممارسة لعبة التمزيق نكالة في هذه القائمات وفي أتعس الحالات اللامبالاة واصدار التعاليق الساخرة التي طفت على السطح منذ اليوم الأول لانطلاق الحملة. تعاليق ساخرة ونحن نتحول بضاحية تونس الشمالية سمعنا الكثير من التعاليق من قبيل: لو أنفقوا أموال الحملة على المعوزين لكان خيرا لهم؟ فيما تساءل آخرون عن مغزى وعد المواطنين ب 5 آلاف دينار لكل من ينوي الزواج أو تمكين المواطن من 400 متر مربع من الأرض لبناء مسكن وقال أحدهم معلقا عن ذلك : «أبشر يا صاحبي ستتجاوز كل مشاكلك وصعوباتك بلمسة سحرية ولن تضطر بعد اليوم إلى الحرقان أو البحث عن عمل. أحد الشعراء سألته عن انطباعاته بعد الجولة التي قام بها لمتابعة الحملة وكان الوقت منتصف النهار أو يزيد : فقال بالحرف الواحد «دعني يا صاحبي أتناول غذائي وأشبع جوعي فكل الأوراق المتناثرة هنا وهناك تذيل في آخرها بعبارة شاكر نفسه يقرؤك السلام» وأضاف الشاعر يقول : « سندخل كتاب غينس للأرقام القياسية بأطول شريط للمعلقات الانتخابية» كما أن تعاليق المواطنين طالت أيضا الأحزاب التي توزع «الكسكروت» والأموال على مسانديها فإذا كان الأمر على ماهو عليه منذ الأيام الأولى للحملة فلمن سيصوت المواطن يا ترى وهل أصبح في حكم العاجز عن اتخاذ موقف؟ افتتاح الحملة الانتخابية لحزب النهضة في أريانة: ليس لأحد الحق أن يجبر المرأة على ارتداء الحجاب أريانة الشروق محمد بن عبد الله شهدت قاعة أريانة المغطاة فعاليات اليوم الافتتاحي لقائمة حزب النهضة بولاية أريانة أمام جمهور غفير من انصار الحركة بمعتمديات حي التضامن والمنيهلة ورواد وقلعة الاندلس وسيدي ثابت وسكرة وأريانة. الافتتاح أشرف عليه السيد محمود جاب الله الكاتب العام الجهوي بأريانة في ظل غياب لافت لابرز قيادات الحركة وتحدث خلاله السيد الصحبي عتيق رئيس القائمة وعضو المكتب التنفيذي لحزب النهضة عن الاهداف الاساسية للقائمة من دخول المجلس التأسيسي وهي بناء نظام ديمقراطي يضمن التداول على السلطة واحترام الحريات واستقلال القضاء وحرية الاعلام والتعبير وكذلك بعث منوال تنموي يراعي الابعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية من أجل التوازن بين الجهات والتمتع والعمل على بناء مجتمع متوازن متجذر في الهوية العربية الاسلامية واعادة الاعتبار لمعاني الدين والاخلاق للفرد والمجتمع أما جهويا فبين رئيس القائمة أن جهة أريانة عانت من التهميش رغم مواردها الكثيرة ومجالات التدخل يجب أن تشمل الطرقات والتصريف الصحي والتنوير والفلاحة والصيد البحري قائلا «مع النهضة ولاية أريانة ستكون أفضل». ثم فسح المجال لاعضاء القائمة لالقاء كلماتهم وكانت المداخلة الابرز للمترشحة أسماء حسين التي شددت على ضرورة المحافظة على مكاسب المرأة ودعمها وتطويرها مبرزة ان لا مستقبل لمجتمع تضطهد فيه المرأة وذلك على عكس ما يروجه البعض حول مكانة المرأة في أدبيات الحركة على حد قولها واضافت ان الدستور الجديد سيكفل حرية المعتقد واللباس فلا اكراه في الدين وليس لأحد الحق في أن يلبس المرأة الحجاب غصبا عنها ومن ظلم واضطهد لا يمكن أن يظلم الناس. من ذاكرة المجلس التأسيسي الأول: اغتيال المناضل حسين بوزيان بعد تصفية المعارضة اليوسفية حزبيا في مؤتمر صفاقس خلال نوفمبر 1955 أمكن لبورقيبة خوض انتخابات المجلس التأسيسي يوم 25 مارس 1956 والفوز بكل المقاعد في شكل «جبهة قومية» ضمّت مرشحي الحزب. قاطع اليوسفيون تلك الانتخابات وحرّضوا الناخبين على مقاطعتها أيضا ووصل الأمر الى حدّ التصفيات الجسدية مثلما حصل لحسين بوزيان الذي اغتيل في اليوم الموالي لانتخابه في دائرة قفصة. وفي المقابل دخل الشيوعيون المنافسة في 12 دائرة من جملة 18 وبقائمات ضمّت 69 مرشحا عن الحزب الشيوعي التونسي مقابل 98 مرشحا عن الجبهة القومية و4 مرشحين مستقلين في دائرة سوسة أو «أحرار» كما كانوا يسمون أنفسهم. ولئن فاز مرشحو الجبهة بكل المقاعد وأعيد انتخاب البعض منهم في انتخابات 1959 و64 و69 وحتى في العشريات الموالية فإن البعض الآخر سيدخل في خلافات مع بورقيبة أدت الى إقصائهم وأحيانا الى محاكمتهم. الهادي الجويني