ثمة شيء أثار سخط التونسيين على الموقع الاجتماعي وهي الدعوة التي وجهتها وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخامس من أكتوبر إلى مواطنيها لتجنب السفر إلى تونس بصفتها بلادا مقبلة على اضطرابات. وكتب ناشط حقوقي من العاصمة إنه لا يفهم سر هذا الموقف الخطير والمسيء للثورة التونسية خصوصا في ظل وجود الوزير الأول في الحكومة المؤقتة في الولاياتالمتحدة حيث يعمل على إقناع الأمريكيين بسلامة التمشي الانتخابي في تونس، وحيث يقول المسؤولون الأمريكيون إن انتخابات المجلس التأسيسي في تونس تمثل محرارا قويا على ما يمكن أن تؤول إليه ثورات الربيع العربي. وكتب حقوقيون مستقلون إن التونسيين يجهدون أنفسهم في إنجاح هذا العرس الديمقراطي لإيمانهم الشديد بأن عهد الدكتاتوريات قد انتهى، وأنهم «استحقوا الحرية عن جدارة بما قدموه من تضحيات، وفي المقابل، يبث الأمريكيون الشك في مستقبل بلدنا». ويتساءل محام معروف عن سر إطلاق هذا التحذير الأمريكي في هذه الفترة بالذات، أي احتفاءهم بالوزير الأول في الولاياتالمتحدة، وعلقت ناشطة يسارية شابة على ذلك: «على الأقل، كان عليهم احترام الرجل وهو في ضيافتهم، إنهم يسخرون منه». ورغم ما تم نشره من وثائق وأخبار تتعلق بتحذير وزارة الخارجية الأمريكية، فإن أغلب الناشطين على الموقع لم يجدوا ما يشفي الغليل لتفسير هذا الموقف، مما جعل محاميا معروفا مترشحا في قائمة مستقلة يكتب حائرا: «ربما يعرف الأمريكيون أن مؤامرة سوف تحدث في تونس ضد إرادة الشعب التونسي، وأن البلاد سوف تشتعل مرة أخرى». والحقيقة أن عودة البلاد إلى التوتر احتمال موجود في الموقع الاجتماعي حيث ظهرت مجموعة تسمي نفسها «ائتلاف شباب الثورة» تهدد بالإضراب العام في كامل البلاد يوم 27 أكتوبر إذا ما تم تزوير الانتخابات، ثم «الزحف المليوني على القصبة ومقرات الحكومة والتلفزة». ورغم أن السياسيين لا يتحدثون صراحة عن احتمال إفساد الانتخابات أو تزويرها، فإن هذه الدعوة الخطيرة تستمر في الانتشار وتجد إقبالا كبيرا لدى شباب الموقع من كل التيارات السياسية. واستمر الاحتجاج على بلاغ الخارجية الأمريكية الذي يعتبر تونس بلادا مقبلة على اضطرابات قوية، وكتب يساريون كثيرون على الموقع عبارات تتهم الأمريكيين بأنهم «يريدون بقاء الفوضى أو عودة الدكتاتورية لأنها البيئة المناسبة لهم ولا يستطيعون النشاط إلا في هذه الظروف، لأن الحرية في العالم العربي لا تناسب مصالحهم». يكتب بعض المترشحين ردا على ذلك: «لن تخيفنا تهديداتهم، سوف تنجح الانتخابات في تونس رغم المال السياسي، سوف ينتصر الشعب، مهما كان الثمن». فترد عليه طالبة نهضوية: «نرجو أن لا يكون الثمن اضطرابات كما يتوقعه الأمريكيون، فالهم في رؤوسهم».