ومنذ صبيحة الأمس، ظهرت عدة دعوات من صفحات قريبة من النهضة أو من السلفيين للتجمهر بعد صلاة الجمعة والتوجه نحو باردو، دون أية تفاصيل عن نوايا مثل هذا التصرف رغم أن بعض التعاليق تكشف عن احتمال الانفلات والمواجهة مع اليسار وحلفائه المعتصمين أمام ساحة مجلس النواب. ونشر يساريون كثيرون على صفحاتهم أنباء لم تتأكد صحتها عن 2500 سلفي يتجمعون في وسط العاصمة للتوجه إلى ساحة باردو وفك اعتصام المعارضة. وفي المقابل، وجدنا عدة أخبار في صفحات قريبة من النهضة من نوع: «موعدنا السبت 3 ديسمبر مع العاشرة صباحا أمام المجلس الوطني التأسيسي بباردو إن شاء الله للحفاظ على الشرعية ونصرة الأحزاب التي انتخبناها». وعلى المستوى الرسمي في حركة النهضة، تم ترويج تنبيه بأن الحركة لا تتبنى أي تحرك ضد اعتصام باردو، مثل هذا النص الذي تم تداوله بكثافة ولم تثبت نسبته إلى مصدر رسمي في النهضة: «مع تأكيدها على أحقية التعبير والتظاهر لكل أفراد المجتمع التونسيين، فان حركة النهضة لا تدعو في هذه المرحلة إلى النزول إلى الشارع وخاصة التحرك المبرمج ليوم السبت أمام المجلس التأسيسي»، هذا مع دعوات واضحة للهدوء وتجنب التصعيد، لكن ناشطا يساريا معروفا على الموقع يقول تعليقا على ذلك: «النهضة تستعد لاستعراض قوة، وسوف تتنصل منه فيما بعد». على أن ملامح المواجهة بين طرفي النزاع على الموقع واضحة، وتتحول أحيانا إلى تبادل الشتائم والتخوين والتهم الخطيرة ونشر الأخبار الزائفة من الطرفين. كما ثمة أخبار عن مناوشات وعنف في عدة جامعات بين السلفيين وطلبة اليسار. وعموما، ظهرت مقالات التجييش والتحريض كامل مساء أمس، لكن ما أثار الانتباه مساء يوم أمس هو ما نشرته صفحة قريبة من النهضة وذات جمهور كبير حيث تم تقاسم تعليق جاء فيه: «انشروا، انشروا في كل مكان، غدا مليونية الحفاظ على الشرعية الانتخابية، مليونية التصدي للثورة المضادة، مليونية تنبيه لجماعة صفر فاصل حتى يعرفوا وزنهم و يقفوا عند حدودهم». وتم نشر عدة تعاليق تتحدث عما يسمونه: «لحظة تاريخية يوم السبت لمواجهة العلمانيين والخاسرين في الانتخابات والذين يضغطون على نواب الشعب»، بما يعطي صورة عن استعداد للمواجهة وعن احتمالات الانفلات. يقول ناشط حقوقي تعليقا على ذلك: «لحسن حظ البلاد، فإن أغلب ما يكتب من تهديدات على الموقع، يبقى مجرد كلام، وإلا كانت البلاد غرقت في الفوضى والعنف»، وهو كلام يجد دعما واسعا لدى ناشطين عقلاء، يدعون إلى الهدوء، وإلى الاهتمام بمشاكل البلاد الحقيقية حيث يسوء الوضع الاجتماعي في قابس والحوض المنجمي، وعدة جهات من البلاد بسبب طول انتظار الحكومة، ورواج الأخبار الزائفة والمزيفة، وهي أحيانا أكثر من الأخبار الحقيقية، لأنه في الموقع الاجتماعي، لا أحد يحاسب أحدا على نشر الأخبار الزائفة.