رفع آلاف المتظاهرين المصريين أمس في ميدان التحرير بالقاهرة صورة ضخمة للراحل الفريق سعد الدين الشاذلي الذي غيّبه السادات من سجل انتصارات حرب أكتوبر 1973، وسجنه مبارك لاحقا. واحتشد الآلاف أمس بميدان التحرير في ما أسموه بجمعة «شكرا... عودوا إلى ثكناتكم»، في رسالة صريحة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد منذ سقوط نظام مبارك. ويطالب المحتجون بإلغاء قانون الطوارئ وإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين، وتسليم الحكم الى سلطة مدنية. ويعتقد فريق كبير من المحتجين أن المجلس العسكري يريد الانقلاب على الثورة وإطالة أمد حكمه. حضور رمزي وكان لافتا في مظاهرة الأمس التي كانت أقل كثافة من سابقاتها، حضور رمزي للراحل الفريق سعد الدين الشاذلي قائد حرب أكتوبر الفعلي وأحد أهم الأبطال الذي غيبه نظام السادات بعد النصر، واضطهده نظام مبارك لاحقا. وفي بادرة نادرة منذ سقوط نظام مبارك، وضع المتظاهرون صورة ضخمة جدّا للفريق الراحل كتب عليها «خير أجناد الأرض» وأحيطت بعشرات الأعلام المصرية. وردّد المتظاهرون هتافات ثناء وإكبار للفريق سعد الدين الشاذلي، فيما لم تغب الهتافات المناهضة للمجلس العسكري الحاكم. وبعد ثورة 25 جانفي وسقوط مبارك انكشفت بعض الحقائق وتزييف النظام السابق للتاريخ ولبعض تفاصيل حرب أكتوبر. وتقول مصادر مصرية إن الرئيس السابق حسني مبارك عمد الى محو الفريق سعد الدين الشاذلي من جميع الصور ليحل هو محلّه خاصة منها تلك الصور التي يظهر فيها الشاذلي في غرفة العمليات أثناء حرب أكتوبر الى جانب السادات وعددا من القيادات العسكرية. وتابع الفريق ثورة 25 جانفي من على فراش المرض ورحل يوم 10 فيفري وشيّعت جنازته يوم تنحي مبارك تحت ضغط الشارع المصري وبعدها بفترة أعاد المجلس العسكري لعائلة الراحل احدى الأوسمة التي صادرها مبارك من سعد الدين الشاذلي. تجاهل وعبّرت شهدان إبنة الراحل سعد الدين الشاذلي أمس عن سعادتها لبادرة «ثوار التحرير» بوضع صورة ضخمة لوالدها في قلب ميدان التحرير، واعتبرت ذلك إعادة اعتبار لواحد من أبطال حرب أكتوبر عام 1973. وأشارت في هذا السياق الى أن والدها تعرض للاضطهاد في عهد السادات بسبب خلافات بينهما وبسبب انتقاده لاتفاقية السلام التي أبرمها السادات مع اسرائيل عام 1978 «فحوّل ذلك رئيس أركان القوات المسلحة والرأس المدبر لخطة الهجوم على خط الدفاع الاسرائيلي في حرب أكتوبر 73 الى لاجئ ومسحه من سجلات بطولات أكتوبر وحكم عليه بالسجن 3 سنوات». وبعد رحيل السادات توضح شهدان تعمد خليفته مبارك تزييف الحقائق وتجاهل والدها وأكثر من ذلك كان هو الوحيد من قادة حرب أكتوبر الذي لم يتم تكريمه بأي نوع من أنواع التكريم. واعتقل الفريق سعد الدين الشاذلي عام 1992 لدى عودته من المنفى وحكم عليه مبارك بالسجن وصادر مؤلفاته.