شهدت دمشق أمس مسيرات حاشدة لدعم الرئيس بشار الأسد ودعم الاصلاحات وشكر روسيا والصين ورفض التدخل الخارجي الذي تلوّح به الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول أوروبية غربية. قالت مصادر متطابقة سورية وأجنبية إن مئات الآلاف من المواطنين السوريين تظاهروا أمس في شوارع دمشق في اطار تظاهرة «سوريا وطني» الرامية إلى دعم الاصلاحات الشاملة التي أعلنها الرئيس بشار الأسد. ورفع المتظاهرون صور الرئيس السوري والعلم السوري وشعارات مناهضة للتدخل الخارجي منها بالخصوص: «أمريكا اطلعي برّه... سوريا راح تبقى حرة». كما ردّد المتظاهرون شعارات تحذّر الاتحاد الأوروبي من التدخل في شؤون بلادهم. في بداية المسيرات حمل «متظاهر» كان يتدلى من مروحية علمي روسيا والصين اللتين صوتتا ضد مشروع قرار أوروبي ضد سوريا في مجلس الأمن الأسبوع الماضي. كما رفع المتظاهرون لافتات باللغات العربية والانقليزية والروسية تعبّر عن الشكر لمواقف روسيا والصين الرافضة للتدخل الأجنبي في الشؤون السورية. ورفع المتظاهرون أيضا عدّة شعارات دعما للأسد منها بالخصوص شعار «اللّه سوريا بشار وبس» وهو شعار تداوله متظاهرون ليبيون كثيرا قبل التدخل الخارجي الذي أطاح بالعقيد القذافي أو كان العنصر الحاسم في الاطاحة به. وقال رئيس اتحاد الصحافيين السوريين، إلياس مراد على هامش المظاهرات الحاشدة إن «أي جهد لا يصب في مصلحة الوطن هو جهد ضائع وما عبّرت عنه الجماهير السورية هو رفض لكل أشكال التدخل الخارجي وتأييدها لمشروع الاصلاحات التي بدأت تأخذ طريقها الى التنفيذ. وبينما تحدث مراد عن مسيرات عفوية قال محلّلون إن المظاهرات الحاشدة أظهرت قدرة الأسد على التعبئة وحشد الدعم الشعبي مسجلين بالمقابل أن عدم تمكن المعارضين من التظاهر في العاصمة دمشق يظل نقطة الضعف الرئيسية لديهم. ولاحظ محلّلون أن هذه هي المرة الأولى التي تسجل فيها مظاهرات شعبية في بلد عربي لشكر بلدين أجنبيين على موقفهما في مجلس الأمن (روسيا والصين). من جهاته وجَّهت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرًا جديدًا إلى مواطنيها في سوريا، وطالبتهم بأن يغادروا «في الحال». وقالت الوزارة في بيان: إن المستقبل ربما سيشهد وقوف الرحلات الجوية المنتظمة، هذا بالإضافة إلى زيادة العنف والتوتر في سوريا.