تعيش بلدية المهدية و كغيرها من البلديات صعوبة جمّة أثرت على سير العمل البلدي و التنمية في المدينة بصورة لا تعكس بتاتا المجهودات المبذولة من طرف النيابة الخصوصية منذ تسلمها مقاليد المجلس البلدي إبان ثورة 14 جانفي. وقد نجحت النيابة الخصوصة في ظرف وجيز و حسب الإمكانيات المتوفرة لديها من مجابهة ملفات شائكة، لعّل أهمها يبقى دون شك إعادة الروح إلى المستودع البلدي الذي تم نهبه أيام الثورة، مخلفا أضرارا قيمتها 250 ألف دينار كذلك تتجاوز إشكاليات ميكانيكية تخص وسائل و معدات النظافة قيمتها 100 ألف دينار . وردّ الاعتبار للعملة و الإداريين بتسوية وضعيتهم المهنية بترسيمهم في العمل والتي خصّص لها مبلغ قدره 160 ألف دينار و ذلك قصد تحفيزهم و تشجيعهم. كما تم العمل خلال هذه المدة على دعم تنمية الموارد المالية للبلدية و الضغط على المصاريف لتقليل نسبة المديونية عبر قيامهم بحملات تحسيسية و تنظيم أيام مفتوحة للجباية المحلية في كل من هيبون و زويلة و تركيز مصحة تعنى بمتابعة سير الاستخلاص البلدي ومتابعة قضايا عرضت على القضاء وتخص الترفيع في قيمة بعض العقارات البلدية المكرية و هي المغازة العامة و مقهى سيدي سالم و مقهى الزهور. أما على مستوى النظافة و العناية بالبيئة فقد نظمت البلدية حملات نظافة بعدة أماكن ساهمت في المحافظة على جمالية المدينة و جابهة كوارث أطنان الفضلات التي غزت الشوارع بعد الثورة. مديونية كبيرة تقلص الموارد البلدية هذه السنة و التي شهدت تراجعا 45% مقارنة بسنة 2010 أثقل كاهل البلدية و عطل سير عدة مشاريع مبرمجة لهذه السنة . فالمديونية قفزت إلى 1,910 مليون دينار و هي ديون متأتية من مساهمات صندوق القروض مليون دينار و الشركات التونسية للكهرباء و الغاز 700 ألف دينار و الشركة الوطنية لاستغلال و توزيع المياه 60 الف دينار و ديون أخرى متخلدة تقدر ب150 ألف دينار مما أفضى إلى عدة مشاكل أخرى عجزت خلاله البلدية عن توفير التمويل الذاتي قصد استكمال مشاريع مازالت متوقفة إلى حد اليوم و هي مطالبة بتوفير تمويل ذاتي قدره 618 ألف دينار، ما يتطلب مجهودات إضافية لتوعية المواطن وتحسيسه بضرورة تقديم يد المساعدة والمساهمته في العمل البلدي والشأن العام. مخاطر صحية إفرازات الثورة بدت واضحة في مدينة المهدية خصوصا من ناحية الإخلالات و المظاهر المزرية كتكاثر المصبات العشوائية و عدم وعي المواطن بخطورة ذلك خصوصا على مستوى جبل «دار واجة» الذي بات يشكل كارثة بيئية بأتم معنى الكلمة على المواطن الذي لم يتجاوب بدوره مع المجهودات البلدية في برنامج الفضلات على الأقل في محيط المؤسسات العمومية و الخاصة . و قد انتشرت بذلك أوكار الحشرات بالمنطقة مما صعّب مهمة البلدية في مداواتها لقلة الإمكانيات الموجودة. ومع هطول الأمطار، تصبح مدينة المهدية بركة من الماء تتوقف معها كل أشكال الحياة العادية وذلك بسبب قدم و اهتراء شبكات تصريف المياه و شبكات التطهير وهو ما يدعو لضرورة التفكير في حل دائم لهذه المشكلة بإدماج المنطقة ضمن برنامج حماية المدن من الفيضانات عبر إنشاء حزام واق يحميها من الفيضانات ومراجعة البنية الأساسية على مستوى تصريف المياه المستعملة و مياه الأمطار التي تتطلب دعم الدولة خصوصا و أن المدينة ستشهد قريبا ميلاد قطب سياسي جديد.