عقد الاتحاد الجهوي للمكفوفين بالقيروان مؤخرا ، مؤتمره الجهوي الأول بعد الثورة لانتخاب أعضائه الجدد من بين المترشحين على أمل خدمة المكفوفين الذين يواجهون عديد الصعوبات والاحتياجات المادية والتنظيمية. وذلك تحت إشراف رئيس الاتحاد الوطني الانتقالي للمكفوفين. حضر المؤتمر عشرات المنخرطين من الذين يشكون من مشاكل بصرية بشكل متفاوت وتحدثوا عن الصعوبات التي يواجهونها في حياتهم رغم مساعدات الاتحاد الجهوي وتدخلاته لتقديم المنح والمرتبات. بعض المكفوفين وان شكروا جهود بعض أعضاء المكتب المتخلي وتحاملوا على آخرين، فان مطالبهم اجتمعت حول تحقيق كرامة المكفوفين وضمان إنسانيتهم. وفي تدخلاتهم طالب بعض أصحاب الاحتياجات الخصوصية ان تتم معاملتهم على أساس الحق وليس بطريقة المن والهبات. رافضين ان يكونوا متسولين ينتظرون منحا يساومون في الحصول عليها. وطالب شاب كفيف (مستوى باكالوريا) ان يتم تفعيل قانون انتداب المعوقين الذي ينص على ضرورة انتداب كل مؤسسة عمومية لنسبة واحد بالمائة من المعوقين. وبين انه تحصل على تكوين ليكون قادرا على العمل (موزع هاتف). بل انه عمل ضمن الالية الهشة باحدى المؤسسات الجامعية لكنه مهدد بالطرد مطالبا بان يتم ترسيمه وتسوية وضعيته. كما تمت الاشارة خلال المؤتمر الى ان ثورة 14 جانفي انما انجزت لتحقق كرامة الشعب، ناهيك ان المكفوفين هم اشد الناس حاجة الى تفعيل هذا المبدإ. وأشاروا الى انهم يواجهون صعوبات في التنقل وفي الحصول على المنح. غياب المسؤولين كما عبر المكفوفون عن تفاؤلهم بان يسعى المكتب المنتخب الجديد الى تحقيق تطلعاتهم. اما الإشارة التي لفتت انتباه الحاضرين المبصرين رغم الاعاقة، فهي تساؤل احد المكفوفين عن سبب تغيب والي الجهة عن المؤتمر والحال ان اتحاد المكفوفين جمعية وليست لها علاقة بالسياسة. وبين الكفيف انه على السلط الجهوية ان تتدخل لفائدته بوصفهم ذوي احتياجات خصوصية وقد أشار أحد المكفوفين الى ان والي الجهة (بعد الثورة) طرده ورفض مقابلته. يذكر انه تمت تلاوة التقريرين الأدبي والمالي حول أنشطة الاتحاد الجهوي، وحول موازنته المالية وتمت الإشارة الى مداخيل الاتحاد المتأتية من الهبات والتبرعات ومن مداخيل معمل مواد التنظيف الذي يدر مداخيل محترمة للمنظمة والتي تحتاج الى تنظيم وتطوير. كما يحتاج الاتحاد الجهوي للمنظمة الى إمكانات وتجهيزات إضافية مثل تخصيص حافلة للرحلات وبرمجة أنشطة ترفيهية لفائدة المكفوفين علاوة على تحسين الظروف المعيشية للمنخرطين من خلال التدخل لتوفير مواطن شغل تحفظ كرامة المبصرين. والاهم فتح مكاتب فرعية في المعتمديات وتحسين وضع المكتب المحلي بحفوز. ويقدر عدد المنخرطين بالمنظمة ب340 منخرطا يحتاج معظمهم الى عناية مخصوصة من حيث المنح والتشغيل. ربما يكون غدهم مشرقا.