غيرت حركة النهضة يوم أول أمس الجمعة مساء إيقاع حملتها الانتخابية فبعد جملة من الاجتماعات العامة والزيارات الميدانية إلى الأسواق والأحياء والأنهج والساحات ارتأت تنظيم حفل غنائي بقاعة الأفراح بالمروج الأول أحياه الفنان فوزي بن قمرة حضره جمهور غفير جدا متنوع نساء و رجالا وأطفالا وكهولا هيمن فيه الجنس اللطيف من المتحجبات وغير المتحجبات. هذا الحضور القياسي في قاعة المروج اضطر العديد إلى الاكتفاء بمتابعة الحفل عبر النوافذ أو من خلال شاشة عملاقة وضعت في بهو القاعة لكن رغم ذلك مر الحفل خاليا من كل ما يعكر أجواء الفرح التي تفنن فرع النهضة بالمروج في تنظيمها وتأطيرها وتأمين سيرها... أغان دينية و ابتهالات هيمنت على الوصلات التي قدمها فوزي بن قمرة الابتهالات والأغاني الدينية من أهم مطالعها وعناوينها أبدأ باسم الله ويا مولانا والحمد لله و صلي على الهادي ويا مرحبا والبردة.... وقد تجاوب الحاضرون مع الأداء تصفيقا وترنما وصيحات إعجاب تصدر من هذا الركن أو من ذاك... يُذكر أن فوزي بن قمرة كان يصنف قبل سنوات ضمن أشهر الفنانين الشعبيين وكانت أغانيه الأوسع انتشارا منها أنا ريت الزين وعلى باب منارة وبنت الحي...إلا أنه اختار بعد عشر سنوات من « المزود» والرقص وفي لحظة فارقة من حياته الاعتزال وهي تعد البادرة الأولى حسب بعض المتابعين في تاريخ الغناء والفن التونسي وقد خلف ذلك دهشة لدى عائلته وأصدقائه وزملائه والشارع الفني والثقافي عامة. وتوجه إلى تربية الأبناء والعمل وحفظ القرآن والتعبد في ما يشبه التصوف لكنه سرعان ما عاد إلى الغناء مقتصرا على الديني منه وقد أتاحت له الثورة مجالا أوسع للظهور على النحو الذي شاهده الجمهور مساء أول أمس الجمعة ... إمتاع و دعاية حزبية لئن توجه جل الحاضرين إلى متابعة الحفل والتمتع بصوت فوزي بن قمرة الذي أبدع و«تسلطن» على حد تعبير بعض الحاضرين فإن مجموعات أخرى اختارت الالتحاق باجتماعات ضيقة أمام القاعة مع بعض أفراد الحركة لتقديم استفساراتهم والحديث عن الأفق الانتخابي وحظوظ النهضة وتصوراتها وبرامجها وموقفها مما يحدث في الساحة السياسية ...