إذا كان «كثر الهم يضحّك» فإن «كُثر الفرح يبكّي» معنى ذلك أن في الكثرة ضحكا وبكاء. فماذا نقول مثلا عن كثرة الأحزاب وكثرة وعودها؟ أليس في الكثرتين مدعاة للضحك والبكاء وإن غاب النديب على الدنيا والنواح عليها.دعنا من الحديث عن الأحزاب فالسياسة شأن الساسة. وهيّا بنا إلى كثرة ارتفاع الأسعار وقف معي عندها ستجد فيها كل دواعي الضحك والبكاء على النفس وعلى الدنيا حتى وإن تعهدت الوزارة المعنية بالحد من هذه الكثرة خاصة في مادتي البيض والحليب ربما بتوريد بيض الديك وحليب الغولة وقد تكون هي في حد ذاتها تحلب في «حلّاب مقعور» من حيث تدري أو لا تدري.دعنا من الأسعار فالكلمة ذاتها آخرها عار وأولها أس وأسّ يؤسّ أسّا بين الناس معناه عند بني جلدتنا أفسد بينهم والعهدة على ابن منظور طبعا. وهل ثمة ما يضحك ويبكي في يومنا هذا أكثر مما في الأسعار من إفساد بين الناس وعار.دعنا من هذه الكثرة وهات كثرة القيل والقال التي تجعل من القول جبة الحلاّج تارة وطورا سروال عبد الرحمان وأخرى خفيّ حنين وللناس في ما يلبسونه للغير مذاهب. أليس في هذه الكثرة أكثر من مدعاة للضحك والبكاء والنواح على النفس والدنيا من الصباح إلى الصباح يا صاح.دعنا من هذه أيضا وانظر معي إلى كثرة الراكبين على كل شيء «مرسكين» ففيهم الراكبون على الأحداث بالحديث ولا شيء غير الحديث. وفيهم الراكبون على «فركة» ويتقبلون التهاني بالحصان في السباق الانتخابي ومت معي ضحكا وبكاء على هؤلاء «الداهمين» على بناء الدولة الحديثة بالحديث وب«فركة وعود حطب» و«بالكثرة وقلة البركة».كل هذه الكثرات كثيرة علينا ولكنها تهون أمام كثرة الشكوك حتى في «حوايجنا» دون شك «كُثر الهمّ يضحّك».