تمكنت الشرطة العدلية بصفاقس الجنوبية من إماطة اللثام على 3 أفارقة اعتمدوا على شبكة الانترنات التي توفر لهم عناوين المؤسسات والشركات الكبرى بالبلاد للتحيل عليهم بأسلوب يقوم أساسا على عرض مبلغ مليار من الدولارات يزعمون انه على ملك مسؤول سياسي افريقي رفيع المستوى فر من بلده لأسباب سياسية وقد أمكن لكاتبته الخاصة تهريب المليار لكنها في حاجة الى مبلغ عشرين ألف دينار لتسليمها بعنوان «رشوة» الى موظف بالقمارق لتهريب «حقيبة المليار» واقتسامها فيما بعد... مخطط المتحيلين الأفارقة يقوم أساسا على رصد العناوين الالكترونية ومواقع الانترنات التونسية، التي يعتزم أصحابها ابرام صفقات تجارية الكترونية عبر الشبكة، وما أن يظفر المتحيلون على أحد العناوين حتى يتصلوا بالمؤسسة او الشركة إلكترونيا ويتظاهرون بتوفير السلع او المنتوج المطلوب في الصفقة... حقيبة المليار ولاتمام اجراءات الصفقة الوهمية، يضرب المتحيلون موعدا مع صاحب المؤسسة يرجئونه في العادة لثلاثة أو أربعة أيام وهي المدة الزمنية التي تستوجبها اجراءات السفر والتنقل حسب زعمهم. وحسب الموعد المتفق عليه، «يصل» الأفارقة الى تونس ويلتقون برجل الأعمال في لقاء عمل عادة ما يكون بأحد النزل الفاخرة حيث ينبهر رجل الأعمال بمظهرهم الأنيق والسيارات الفاخرة والهواتف الجوالة وكثرة الاتصالات وغيرها من المظاهر التي توحي بكثرة الأعمال والعلاقات ذات المستوى الرفيع... لكن بين طيات الحديث وبعد التظاهر باحتساء كمية من المشروبات الروحية، يتطرق المتحيلون الى موضوع على غاية من الأهمية مفاده انهم على علاقة وثيقة ووطيدة بمسؤول سياسي افريقي رفيع المستوى صفته اما رئيس حكومة أو وزير ويزعمون أنه فر من بلده لأسباب سياسية بعد ان استولى على مليار دولار تمكنت كاتبته الخاصة من تهريبها، لكن أحد أعوان القمارق تفطن الى الحقيبة ويشترط ما قيمته 20 ألف دينار بعنوان رشوة لتسهيل تمرير الحقيبة... اقتراح وباشارات ذكية، وبأسلوب يعتمد على التنميق والبهرج، يقترح الأفارقة على رجل الأعمال توفير هذه القيمة المالية واعدين إياه بمبلغ مالي قدره 250 ألف دينار يتسلمها مباشرة بعد الحصول على الحقيبة. وببلوغ الأمر الفرقة العدلية بصفاقس الجنوبية، راقب المحققون بعض العناوين الالكترونية كما راقبوا تحركات الأفارقة المقيمين بتونس والذين يزعمون من خلال شبكة الانترنات انهم خارج حدود الوطن، وتبعا لذلك وبمجهودات مضنية للغاية تنم على قدرة فائقة في تتبع تحركات المتحيلين والمارقين عن العدالة، أمكن حصر التهمة في ثلاثة أفارقة يقيمون خلال هذه الفترة بصفاقس، وبمراقبتهم، لاحظ الاعوان انهم يجرون اتصالات ببعض رجال الاعمال. وبالتحري معهم، أنكر المتهمون ما نسب اليهم، لكن بتوفر بعض المعلومات من بعض رجال الأعمال الذين التقوا بهم واقترحوا عليهم نفس الاقتراح، اعترف المتهمون بما نسب اليهم مؤكدين انهم تمكنوا من الحصول على بعض المبالغ المالية بأسلوب التحيل هذا... المتهمون الآن رهن الايقاف في انتظار مزيد التحري واحالتهم على العدالة لتنظر في شأنهم.