أصدرت وحدة مراقبة وسائل الإعلام التابعة للهيئة العليا المستقلة للانتخابات أمس تقريرها الدوري عمّا رصدته خلال الأسبوعين الأولين من الحملة الانتخابية حيث حلّت «الشروق» في صدارة الصحف التي خصصت جانبا مهما من صفحاتها لتغطية الحملة الانتخابية. وجاء في التقرير الذي قدمته مسؤولة الوحدة الأستاذة حميدة البور في لقاء صحفي مساء امس أن صحيفة «الشروق» خصصت أكبر مساحة لمتابعة نشاط الفاعلين السياسيين لأنها تنشر ملحقا يوميا خاصا بالانتخابات يقع في 24 صفحة، وهي الصحيفة الوحيدة التي قامت بهذه التجربة خلال الحملة. ولاحظت الوحدة أن 3 أحزاب تحظى بحضور يومي في صحف العينة مجتمعة وهي حركة النهضة والحزب الديمقراطي التقدمي والمؤتمر من أجل الجمهورية. وأشارت الوحدة إلى أن «الشروق» حافظت خلال الحملة على خياراتها التي رصدتها (الوحدة) خلال شهر سبتمبر الماضي إذ أسندت أكبر مساحة لنفس الفاعلين السياسيين الثلاثة المذكورين آنفا ولكنها أبدت نوعا من التوازن بين الفاعلين السياسيين الآخرين. وقالت الأستاذة حميدة البور إن تغطية الحملة الانتخابية في الصحافة المكتوبة إخبارية بالأساس حيث أن أكثر من 50 بالمائة من المادة تتوزع بين المقالات الإخبارية والتقارير، مشيرة إلى أن بعض الصحف لم تكن منصفة في توزيع مساحة التغطية على الفاعلين السياسيين وأن بعض الصحف أبدت انحيازا واضحا لأحزاب سياسية من خلال سياق تغطية إيجابي يتجاوز 50 بالمائة موضحة أن السياق الإيجابي لا يعني بالضرورة تخصيص أكبر مساحة لطرف معين. وعرّج التقرير على حضور الفاعلات السياسيات في الصحافة المكتوبة معتبرا أنه بعيد كل البعد عن مبدإ التناصف فقد بلغ في أحسن الأحوال حوالي 20 بالمائة في صحيفة «المغرب» أما في بقية الصحف فلم يتعدّ حاجز ال10 بالمائة. وأوضحت الأستاذة البور أن المقصود بالفاعل السياسي الأحزاب والمنتمون إليها والمترشحون للانتخابات وأعضاء الحكومة مشيرة إلى أن وحدة مراقبة وسائل الإعلام اشتغلت على قاعدة بيانات فيها أكثر من 3000 فاعل سياسي. وبخصوص المحطات الإذاعية فقد كانت الإذاعات العمومية حسب التقرير متوازنة في تغطيتها وقد ركزت الإذاعات العمومية على الجانب الإخباري بينما ركزت الإذاعات الخاصة على البرامج الحوارية وتأتي إذاعة «اكسبرس اف ام» في المقدمة من حيث حجم المادة بينما صنّف التقرير إذاعة «شمس اف ام» على أنها الأكثر إنصافا في تغطيتها للفاعلين السياسيين. أما القنوات التلفزية فقد رصد التقرير المحطات التلفزية التونسية (الوطنية 1 و 2 و«حنبعل» و«نسمة» و«التونسية» قبل قرار إغلاقها) وكذلك قنوات «الجزيرة» و«فرنس 24» و«المستقلة» بوصفها طرفا سياسيا (بما أنها على ملك أحد المترشحين لانتخابات المجلس التأسيسي الهاشمي الحامدي). ولاحظ التقرير أن القناتين الوطنيتين 1 و2 استأثرتا بأكبر حجم للتغطية وأن بعض القنوات الخاصة لم تكن منصفة في توزيع الحصص على الفاعلين السياسيين حيث أن قناة «المستقلة» تواصل حسب نتائج التحليل الكيفي نشاط الدعاية اليومي للهاشمي الحامدي بينما تخصص «فرنس 24» حوالي 96 بالمائة لحزب التكتل من أجل العمل والحريات كما تخصص «الجزيرة» 97 بالمائة لحركة «النهضة».