يتواصل اضراب الجوع الذي قام به حوالي 14 شخصا من جرحى الثورة بساحة القصبة.. وقد انضم عدد من المحامين والمواطنين لمساندتهم. المضربون يطالبون بالاعتراف بمطالبهم وانصافهمض. وخلال حديث مع الاستاذ محمد العبيدي (محام) والذي انضم لهؤلاء المعتصمين، قال ان وضعية مأساوية وغير لائقة يعيشها هؤلاء المعتصمين... وأضاف ان هؤلاء عندهم فضل على الثورة وما حدث في تونس من تغيير وان لجرحى الثورة الفضل على الشعب والأحزاب والجمعيات، فقد عرّضوا أنفسهم للخطر ومنهم من بُترت ساقه ومنهم من يعيش بالحقن. ويطالب المعتصمون بتمكينهم من الحق في التداوي بالمستشفى العسكري، وحسب بعض الشهادات ينتظر المستشفى العسكري صدور المرسوم رسميا، وهو مرسوم يشير الى التعويضات والحقوق التي يتمتع بها الشهداء وجرحى الثورة، إضافة للتعويضات وحظهم في التداوي. لكن أهالي الجرحى يقولون ان الحالة الصحية للجرحى لا تتحمل المزيد من الانتظار، وأن الادارة قد رفضت التكفل بالجرحى، ولم تعتبرهم من جرحى الثورة. وحسب احدى أمهات الشهداء طالب المستشفى العسكري بالامضاء على ورقة لتحمّل المصاريف مقابل القيام بمداواة ابنها جريح الثورة... وهو التزام بتحمل المصاريف في حين ان ابنها لا يتحمل الخطر. ويقول الاستاذ محمد العبيدي انه من غير المعقول ملاحظة لامبالاة الادارة وانشغال الجميع بالانتخابات وتناسي من كانوا سببا في حدوث الثورة وشاركوا فيها بأرواحهم وأجسادهم. الحالات الموجودة بالقصبة هي حالات جاءت من كافة أنحاء الجمهورية ومنهم من وضعيته صعبة وتتطلب التدخل العاجل. وحسب السيد محمد العبيدي انضم عدد من المحامين والمواطنين لمؤازرة الجرحى. وقد قام هؤلاء بالاتصال بالوزارة الاولى ووعد السيد الوزير المعتمد لدى الوزير الاول بالتدخل ومكالمة وزير الدفاع. عموما كان ممثل وزارة الدفاع قد أشار في لقاء بالوزارة الاولى سابقا الى وجود معتصمين آخرين بالمستشفى العسكري وقال ان المستشفى لا يتكفل بمداواة من لم يرد اسمه باللائحة الوطنية للجرحى وشهداء الثورة. لكن حسب بعض المحامين الموجودين في الاعتصام فإن هؤلاء المعتصمين هم من جرحى الثورة وان اللائحة في حاجة للتدعيم ولم تشمل كل الاسماء... وطالبوا بالتكفل بهذه الحالات خلال هذه الأيام قبل فوات الأوان.. واعتبروا ان لهؤلاء الفضل على الشعب وحان وقت مؤازرتهم. قضية معتصمي القصبة من الجرحى مازالت تحت الدرس الى حدود كتابة هذه السطور.. وبين الرأي الرسمي وأقوال الجرحى مازال الحديث يطول.