تظاهر السوريون مجددا أمس احتجاجا على عقوبات الجامعة العربية التي تدخل حيّز التنفيذ بعد غد السبت واعتبرت هيئات سياسية سورية أن الجامعة العربية انتهت بعد تخليها عن ميثاقها. دمشق (وكالات) تجمّعت حشود كبيرة من المواطنين السوريين أمس في بلدة الحواش بمحافظة حمص استنكارا لقرارات الجامعة العربية بحق سوريا ورفضا لمحاولات التدخل الخارجي بشؤونها الداخلية وتأكيدا على الوحدة الوطنية والقرار الوطني المستقل.
وأفادت وكالة الأنباء السورية أن حشودا ضخمة توافدت الى الكورنيش البحري وشارع المينا بطرطوس وبانياس استنكارا لقرارات الجامعة العربية.
نهاية الجامعة من جهة أخرى أكدت القيادة القطرية لحزب «البعث» أن جامعة الدول العربية وبقراراتها الاقتصادية التي استهدفت معيشة المواطن السوري في سابقة هي الأخطر منذ تأسيسها، أغلقت كل النوافذ المؤدية الى الحوار أو الى التعاون السياسي أو الاقتصادي أو العمل العربي المشترك.
وأضافت القيادة في بيان صدر أمس الأول وتمّ الليلة قبل الماضية أن «إجراءات العقوبات التي اتخذتها الجامعة أسفرت عن وجوه غير مألوفة ونوايا خبيثة نشرت وراء مقاعد وزراء الخارجية العرب في ظل غياب سوريا وحضور تركيا ومن خلفها دول الحلف الأطلسي والولايات المتحدةالأمريكية مباشرة أو مداورة».
وأدانت قيادة «البعث» قرارات الجامعة العربية التي «تصيب الأمن الوطني والقومي العربي بأفدح الأضرار وتجعل ميثاق ومبادئ الجامعة العربية في مهبّ المصالح الغربية والاستعمارية والأمريكية ومعها المصالح الاسرائيلية التي تستهدف العرب جميعا عاجلا أم آجلا.
فرصة أخيرة من جهته قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس إن الجامعة بعثت برسالة سياسية جادة لسوريا مؤكدا أن العقوبات ستدخل حيّز التنفيذ بعد غد السبت ما لم تلتزم سوريا بتعهداتها.
وأعرب وزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أمس عن أمل بلاده أن تقبل سوريا نشر مراقبين لحماية المدنيين حتى تتفادى العقوبات التي فرضتها الجامعة العربية.
وأكد وزير الخارجية المصري محمد عمرو أمس أن التوقيع الفوري للمبادرة العربية من جانب سوريا ضروري لتفادي العقوبات.
وفي المؤتمر الوزاري الطارئ لمنظمة التعاون الاسلامي أمس بجدة (في السعودية) دعا الامين العام للمنظمة أكمل إحسان أوغلو الى حل الأزمة السورية داخل البيت الاسلامي.
وحضر الى اجتماع جدة بالخصوص وزيرا خارجية سوريا وإيران وينتظر أن تكون الأزمة السورية من محاور الاجتماع.
ميدانيا قالت مصادر حقوقية إن الجيش السوري واصل حملة عسكرية عنيفة في احدى مناطق ريف دمشق لليوم الثالث على التوالي بعد أن سجل مقتل 147 شخصا أمس الأول.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن عشرات ا لآليات والدبابات السورية اقتحمت فجر أمس بلدة داعل في درعا المحافظة الجنوبية التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات.
وقال مراقبون إن من شأن هذه الأخبار تعقيد اجتماع منظمة التعاون الاسلامي ودخول عقوبات الجامعة العربية حيّز التنفيذ بعد غد السبت بينما يظلّ احتمال التدويل واردا خصوصا بعد أن قرّر مجلس حقوق الانسان في الأممالمتحدة عقد جلسة خاصة حول سوريا غدا الجمعة.