حسب البرنامج، يستقبل قسم التصفية بالمستشفى يوم الاربعاء من بحر هذا الأسبوع 16 حالة مقسمين بين حصص صباحية ومسائية، في حدود الساعة السابعة صباحا 9 منهم كانوا على أسرتهم استعدادا لبداية عملية التصفية المضنية والمتعبة . انطلقت عمليات التصفية بوتيرة عادية وباهتمام كبير، لكن في حدود الساعة التاسعة صباحا، انقطع النور الكهربائي فجأة، وانقطاع النور الكهربائي يعني فيما يعني تعطل كل الأجهزة الطبية في لحظات دقيقة من حياة المصاب.. بعدها تم تدارك الوضع، وعادت الحياة الى تجهيزات التصفية، لكن الأمر لم يدم طويلا اذ عاد انقطاع التيار الكهربائي من جديد وعاد معه الخوف على الحياة وما يتبع ذلك من غضب وهلع وهستيريا لها في الواقع مبرراتها مع مرضى ابتلاهم الرحمان بمرض عضال يستوجب العناية الدائمة وما يتولد عن ذلك من توتر وقلق نفسي يستوجب الاحاطة والعناية.. سخط وقلق بعض المرضى اتصلوا بنا للتعبير عن سخطهم وقلقهم من هذه الأخطاء « الطبية « الفادحة مطالبين بضرورة التدخل في أقرب وقت ممكن لحل هذه المعضلات ولو كان ذلك على حساب مدير المستشفى الجهوي الذي وحسب رواية أحدهم لم يكن تدخله مقنعا بل بدا وكأنه غير مبال أصلا بهذه التعطيلات التي يؤكد البعض من المرضى انه لولا مجهودات الطاقم شبه الطبي في اصلاح الخلل الكهربائي لكانت حياتهم الآن موضع سؤال.. هم يثنون بشكل كبير على مجهودات الممرضين والتقنيين العاملين على الأجهزة ويتحدثون عنهم وكأنهم اخوة، أحدهم قال هم فعلا ملائكة رحمة حتى انه بكى وهو يتحدث الينا عن ممرضي قرقنة ومجهوداتهم وأخلاقهم العالية والمرتفعة، وهوشأن رئيس قسم التصفية الدكتور فقير الذي كان يوم الخلل في اجازة وقد عبر كل المرضى عن مستواه الأخلاقي والطبي المرتفعين.. مجموع هذه الملاحظات رفعناها الى مدير المستشفى الجهوي بقرقنة السيد محمد قدور الذي استغرب من بعض هذه التشكيات مبينا في المقابل انه متفهم لوضعية مرضاه وقلقهم من انقطاع الكهرباء الذي لم تتضح بعد أسبابه الحقيقية . ويضيف مدير المستشفى الجهوي بقرقنة انه استنفد كل مجهوداته يوم الحادثة وتمكن من اصلاح الخلل بفضل تدخلات تقنيين فنيين من فرع قرقنة للشركة التونسية للكهرباء والغاز الذين يشكرهم على حسهم الوطني النبيل، مبينا انه فتح تحقيقا في الموضوع وكلف شركة خاصة للعناية بالتيار الكهربائي والمولدات الكهربائية التي تشتغل آليا عند انقطاع التيار . وأكد السيد محمد قدور ان هدفه الأساسي خدمة المرضى الذين يجمعون على حسن آدائه ودوره الاستثنائي في تجاوز الصعوبات والعراقيل في جهة لها خصوصياتها بحكم عزلتها عن بقية مناطق البلاد وهو ما يجعل المجهود فيها مضاعفا في العادة . نقص الطاقم الحديث الى المرضى والى المدير الجهوي كشف عن نقص كبير في الطاقم الطبي بقرقنة، فلئن يحرص الاطار الطبي وشبه الطبي من الجهة على العناية بمرضى الجزيرة ويقدمون لهم خدمات تجمع بين المهنية والأخلاق النبيلة، فان ذلك لا يخفي بعض النقائص لعل من أبرزها افتقاد المستشفى المعزول لطبيب في اختصاص التبنيج وطبيب أو طبيبة في اختصاص التوليد، فهل يعقل أن تبقى جزيرة معزولة عن اليابسة بلا طبيب مبنج اختصاصه مكمل لبقية الاختصاصات ؟..وهل يعقل أن تلد نساء الجزيرة بلا طبيب أو طبيبة في التوليد؟.. ألا يشكل هذا خطرا على حياتهن وحياة كل الحالات الاستعجالية في أرخبيل معزول؟ . مصادرنا تؤكد أن الادارة بقرقنة حريصة على تعزيز الاطار الطبي بالأرخبيل، لكن متى تتحرك وزارة الاشراف لتقديم خدمات تليق بالجزيرة وبالذات البشرية وتراعي خصوصية منطقة معزولة سجلت فيها أكثر من كارثة طبية والسبب دائما نقص أطباء الاختصاص ؟.. الأمر لم يعد يحتمل التأخير، و«الشروق» تعد بمتابعة الموضوع الى حين الاستجابة الى هذه المطالب العاجلة في انتظار تحقيق صحفي كامل نسلط فيها الأضواء على الخدمات الصحية في قرقنة .