يفضل عديد المهاجرين من ولاية قبلي العودة الى أرض الوطني خلال عطلة رأس السنة الميلادية لذلك يجب على الدوائر الادارية والأمنية ان تهتم بهذه العودة وتيسيرها والحد من معضلاتها خاصة وان فترة بقاء المهاجر بيننا خلالها لا تتجاوز أياما معدودات. فلا شك ان المهاجر يعود هذه المرة وفي خلده مجموعة من الانتظارات ترتبط في ذهنه بانجازات الثورة في بلاده ومن أهم هذه الانتظارات هي انتفاء بعض مظاهر الفساد والانحراف التي كانت تصدمه بمجرد ان تطأ قدمه أرض المطار أو الميناء وبعد ذلك طريق العودة الى البيت فأول مظاهر الفساد التي كان يستقبل بها المهاجر العائد هي طلب الرشوة من قبل أعوان الديوانية مقابل ان لا يحتسبوا له بعض ما يجلب من معدات أو أدباش بشكل قانوني وهو ظاهرة لسنا نبالغ اذا ما قلنا انها تحولت الى قاعدة تعامل ديواني مع جل المهاجرين.
أما المظهر الآخر وهو ما لا يشتكي منه المهاجر ولكن تشتكي منه البلاد باسرها فهو تقاطر سماسرة العملة على بيت المهاجر مباشرة بعد عودته يعرضون عليه استبدال ما جلب معه من عملة صعبة بالدينار التونسي بزيادة دينار أو حتى أقل على كل مائة دينار مقارنة بسعر الصرف بالبنوك وهي عملية وان كانت تحقق بعض المكسب للمهاجر الا أنها تحمل في طياتها شرا وتلاعبا.
هذه بعض مظاهر الفساد التي كانت تواجه العائد من مهاجرينا خلال وصوله فهل ستكون عودته خلال رأس السنة القادم مناسبة يتأكد من خلالها ان الثورة باشرت انجاز مشروع تطهير المنظومات الادارية والأمنية والاخلاقية بالبلاد.