تتطلع إسرائيل بكل شغف الى سقوط نظام الرئيس بشار الأسد لإقامة شرق أوسط جديد يضعف المقاومة اللبنانية ويطيح بالجمهورية الاسلامية الايرانية الا ان هذا التطلع الصهيوني يحول دونه اقتناع أمريكي باستحالة اسقاط الأسد على الرغم من عرض «مجلس اسطنبول» على واشنطن سيناريوهات التدخل العسكري بسوريا. وقال وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك ان سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيكون «نعمة» لمنطقة الشرق الأوسط وضربة لمحور «ايران حزب الله». ونقلت وكالة الأنباء النمساوية عن باراك ادعاءه خلال مؤتمر في فيينا: إن أسرة الاسد محكوم عليها بالسقوط ولا أحد يعلم ماذا سيحصل لاحقا؟ وأضاف: شهدنا خلال الايام المنقضية معارك بين القوات الموالية لأسرة الأسد والمعارضة انه استمرار لأفول نجم أسرة الاسد الذي سيؤدي في نهاية المطاف الى سقوط نظامه. لا يمكننا التكهن بما سيحصل لاحقا... في اي حال ستكون ضربة موجهة الى محور «إيران حزب الله». واشنطن تتخلى عن إسقاط الأسد من جهتها، أجمعت مصادر متطابقة من عدة عواصم عالمية على عجز الولاياتالمتحدة عن إسقاط النظام السوري الأمر الذي جعلها تعيد سفيرها الى دمشق الاسبوع الماضي. وأضافت أن المنطقة على وشك الدخول في مرحلة جديدة من «تهدئة اللعب» على أكثر من مستوى بفعل المأزق الذي وضعت واشنطن نفسها فيه وبرفقتها حلفاؤها من دول الاعتدال العربي. وأكدت ان الرئيس الأسد ونظامه صمدوا في وجه أعتى حملة تستهدفهما معا منذ عام 2000 مشيرة الى أن دمشق أحبطت التآمر الثلاثي الأمريكي التركي العربي. وأردفت ان واشنطن اقتنعت بأن حلفاء دمشق في لبنان والعراق هم الاطراف المسيطرة في هذين البلدين وأنهم حلفاء استراتيجيون وليسوا تكتيكيين ولا يمكن تغيير مواقفهم لا بعصا ولا بجزرة.. ما معناه لا صفقات على حساب سوريا ولا خناجر تطعنها في ظهرها. وأوضحت ان التآمر على سوريا وصل الى ذروته واصطدم ب «القلعة الدمشقية» الراسخة مضيفة انه حتى الرهان على الحرب الأهلية يبدو رهانا خاسرا ومعه الرهان على استمالة القواعد الاقتصادية الأساسية المؤيدة للأسد والرهان ايضا على التضليل الاعلامي المكشوف والمفضوح في آن واحد. وشدّدت على أن الخطأ الدولي تمثل في تصوير المرونة السورية حيال العرب على أنها ضعف... تصوّر «غليوني» وفي سياق متصل، عرض رئيس المجلس السوري برهان غليون على الإدارة الأمريكية مؤخرا تصوّر المعارضة في الخارج لشكل التدخل العسكري الدولي في سوريا. وأوردت مصادر مطلعة ان غليون عرض على المسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية بالإدارة الأمريكية تصوره للتدخل الأجنبي. وأضافت ان السيناريو العسكري نال إعجاب المسؤولين الأمريكيين لاسيما من جهة إلمامه بالواقع السوري واستناده الى معطيات ومعلومات دقيقة حول الضباط المنشقين عن الجيش السوري او الضباط الذين ينوون الانشقاق عنه وهم يمثلون حسب تصور غليون ورقة سياسية وعسكرية مربحة في المعركة. وأبرزت ان غليون طرح فكرة انشاء ممرات آمنة لحماية المدنيين كما حدث في البوسنة وهذه الممرات الآمنة قد تتحول الى نوع من الحظر الجوي وبالتالي تكرار السيناريو الليبي من المدخل البوسني. تتطلع إسرائيل بكل شغف الى سقوط نظام الرئيس بشار الأسد لإقامة شرق أوسط جديد يضعف المقاومة اللبنانية ويطيح بالجمهورية الاسلامية الايرانية الا ان هذا التطلع الصهيوني يحول دونه اقتناع أمريكي باستحالة اسقاط الأسد على الرغم من عرض «مجلس اسطنبول» على واشنطن سيناريوهات التدخل العسكري بسوريا.