مازالت حادثة اختطاف الرضيعة «لينا» أول أمس من مستشفى الأطفال بباب سعدون تشغل الرأي العام وتسيل الكثير من الحبر خاصة وأن هذه الحادثة ليست الوحيدة من نوعها إذ سبقتها حوادث أخرى مشابهة. «الشروق» فتحت هذا الملف وتساءلت من يؤمّن المراقبة في المستشفيات؟ ومن يتحمّل مسؤولية اختطاف الأطفال من هذه المؤسسات الاستشفائية؟ وما هي الحلول التي يمكن التسريع بتنفيذها حتى لا تتكرّر مثل هذه الحوادث؟ رفض الكاميرا ذكر مدير المصالح العامة والصيانة بمستشفى باب سعدون السيد رضا بن عثمان ل«الشروق» أن منظومة المراقبة بالمستشفيات تتكون من عديد الأجزاء تنطلق من باب المستشفى الى غرفة الاقامة. ولا حظ أنه تمّ التفكير في تركيز كاميرا مراقبة بالمستشفى خاصة في المدخل وعند الخروج وذلك قبل الثورة لكن النقابة والمشتغلين بالمستشفى رفضوا ذلك مطلقا معتبرين أن في ذلك مسّا لحقوقهم في النظام السابق الذي عرف بممارساته الأمنية.. لكن حاليا يتم التفكير في عدة إجراءات عاجلة منها تثبيت كاميرا مراقبة وتحديد الزيارة فقط للوالدين مع الاستظهار ببطاقة التعريف ولاحظ مدير المصالح العامة والصيانة أنه بعد الثورة لم يعد زوار المستشفى يحترمون القوانين مما جعل الانفلات يعمّ كل المستشفيات ووصل الأمر الى تعنيف الاطارات التي تحاول تطبيق القانون ومنع غير الوالدين من الزيارة. وللإشارة فإنه قبل الثورة كان هذا القانون محترما لكن الانفلات الأمني بعد الثورة جعله لا يطبّق. ضغط كبير ومن بين النقائص التي تمّ رصدها في مستشفى الأطفال والتي قد تكون ساهمت في حدوث مثل هذه الحادثة هي الاكتظاظ الكبير الذي يشهده المستشفى خلال هذه الفترة بسبب زيادة عدد الأطفال المصابين بما يعرف «البرنكيليوت» التهاب في القصبات التنفسية مما سبب ضغطا كبيرا حتى أن عدد الأطفال يصل الى 3 في سرير واحد وفي المقابل فإن الاطار العامل لا يتجاوز عدده جمليا 920 فردا (أطباء وتقنيين..) وطاقة الاستيعاب حدّدت ب340 سريرا. ولاحظ محدثنا أن عدد المقيمين بهذا المستشفى من كل جهات البلاد بلغ في 2010: 28 ألف طفل ورضيع مقابل 16 ألفا خلال سنة 2000 هذا بالاضافة الى العيادات الخارجية التي تصل سنويا الى 120 ألف عيادة. هذا الضغط لا يبرّر اختطاف الرضيعة لكنه من الأسباب التي قد تكون سهّلت على المختطفة جريمتها لذلك اقترح مصدرنا عدة حلول لتخفيض الضغط وتحسين ظروف اقامة المرضى وهي احداث عيادات خارجية وأقسام استعجالي بجانب المستشفى في منقطة سجن 9 أفريل سابقا (يضم 6 هكتارات) حتى يتمكن القسم الحالي من استقبال الأطفال وأمهاتهم ذلك أنه على شكله الحالي لا يمكن للمستشفى سوى استقبال الأطفال. كما اقترح احداث عدد من الأسرّة لطبّ الولدان في المستشفيات التي تضم أقسام ولادة منها مستشفى بن عروس وأريانة لتخفيف الضغط على مستشفى الأطفال. معضلة المناولة ولم يخف مصدرنا أن المناولة هي معضلة مستشفياتنا إذ لا تتوفر في أعوان الحراسة في الغالب التكوين اللازم واقترح الاستعانة بفرق أمنية خاصة بالمؤسسات الصحية. ودعا الدولة الى مزيد التركيز على اصلاح المنظومة الصحية. المراقبة من جهة أخرى ذكر مصدر من وزارة الصحة أنه لا يمكن توفير المراقبة إلا في مدخل المستشفى لكن داخل الأقسام هناك حرمة المرضى والأخلاقيات تمنع مثل هذا الاجراء. ليست ظاهرة وأضاف أن عدد حوادث الاختطاف ليست كثيرة وتعدّ على أصابع الأيدي ولاحظ أن الطفلة «سارة» التي تمّ اختطافها في السنة الماضية لم تكن مقيمة بالمستشفى، وأضاف أنه منذ سنين وقعت حادثة اختطاف طفل ثم تمّ العثور عليه.. ويأمل مصدرنا أن يتمّ العثور في وقت قياسي على الرضيعة «لينا» مضيفا أن هذه الحوادث يمكن أن تقع في كل مستشفيات العالم، ويأمل محدثنا أن لا تتكرّر مجدّدا.