يبقى ملف تجديد عقود اللاعبين من أضخم الملفات التي تواجهها أنديتنا وخاصة أمام العروض العديدة التي تنهال على أبرز اللاعبين. الترجي الرياضي التونسي وجد نفسه بعد موسم متميز أمام أحد أكبر المشاكل بما أن عدة لاعبين تنتهي عقودهم موفى جوان القادم في وقت صعدت فيه أسهمهم إثر مسيرتهم في رابطة الأبطال وحضورهم في المونديال الياباني. الترجي لا يخسر لاعبيه في الوقت الذي يتحدث فيه البعض عن الصعوبات التي تواجهها إدارة الترجي في تجديد عقود لاعبيها فإن الهيئة نفسها لم تعط المسألة الحجم الذي هوله الآخرون لأن الترجي يدرك جيدا أنه لا يخسر لاعبيه ولن يفرط فيهم مجانا على غرار ما يحصل في الأندية الأخرى ومن الصعب جدا أن يغادر لاعب الترجي دون أن يفيد فريقه ماديا مهما كانت المدة المتبقية في العقد وهذا ليس مزية فاللاعب نفسه ولكن تلك هي استراتيجية هيئة الترجي الحالية في التعامل مع اللاعبين المنتهية عقودهم.بين إغراءات التجديد والبيع الاضطراري لاعبو الترجي تحصلوا على الكثير من فريقهم ماديا (منح الفوز والألقاب العديدة) ومعنويا (صعود أسهمهم في سوق الانتدابات)... وهذا أمر تعرفه إدارة الترجي جيدا لذلك تسعى للمحافظة على حقوقها من خلال الاستفادة من كل اللاعبين وخاصة الذين لم يجددوا بعد عقودهم فتقدمت باقتراحات خيالية وهي قادرة أن تفعل نفس الشيء مع تراوي والهيشري وغيرهما لا لشيء إلا لأنها تدرك أن ما ستمنحه من امتيازات سيعود إليها أضعافا عوض خروج هؤلاء اللاعبين بعد انتهاء عقودهم دون أن يستفيد الفريق من أي مليم وفي صورة عدم النجاح بأسلوب الإغراء فإن الترجي يجد نفسه أمام حتمية البيع الاضطراريث قبل انتهاء صلوحية العقود وذلك حتى يسترجع جانبا من حقوقه.«لي ذراع» مفيد للطرفين إذا كان من حق اللاعب أن يناقش العقد الجديد المقترح عليه بقبوله أو رفضه فإن الترجي من حقه أيضا كما يقول مسؤولوه أن يضمنوا حقوق النادي وذلك بالتصرف في اللاعب وفق المصالح المتبادلة فالقربي الذي رفض تجديد عقوده في البداية وتمرد على طلب الهيئة واجهه حمدي المدب بعقد لا يقبل المنافسة لأنه يدرك أن تجديد هذا اللاعب سيفيد الفريق الذي سينتفع به في المستقبل سواء باللعب لفائدته أو بيعه واسترجاع أمواله لذلك فإن الصراع القائم بين إدارة الترجي وبعض اللاعبين نتائجه محسومة مسقبا وهو إما التجديد أو البيع خلال الميركاتو الحالي وفي كلتا الحالتين يستفيد الفريق واللاعب في نفس الوقت.