في سابقة منذ اندلاع الأزمة في سوريا، حضر الرئيس السوري بشار الاسد في ساحة الأمويين بدمشق حيث احتشد مئات الالاف من مؤيديه مؤكدا أن سوريا ستنتصر على المؤامرة التي تحاك ضدها. وشدد بشار الأسد في خطابه الجماهيري المباشر أمس على أن السوريين سينتصرون بلا أدنى شك على المؤامرة مشيرا الى أن المتآمرين في مرحلتهم الأخيرة من مخططاتهم . وقال الأسد: سنجعلها نهاية لهم ولمخططاتهم . فلينزل الى الشارع وفاجأ الرئيس السوري الجماهير الغفيرة والمراقبين في سوريا وفي العالم العربي باطلالته المباشرة التي حيى فيها مئات الاف من أنصاره الذين تجمهروا منذ الساعات الأولى من يوم أمس في ساحة الأمويين . ولم يفوت الأسد الفرصة لتوجيه رسائل للأطراف الداخلية والخارجية المناوئة له حيث قال: من يريد أن يخاطب الشارع فلينزل الى الشارع . وجدد تأكيده انتهاج الحل الأمني مع الارهابيين والمجموعات المسلحة التي تعيث في سوريا خرابا وقتلا وتقتيلا مشيرا الى أن هذا الخيار لا يلغي المنهج الاصلاحي الذي تسلكه سوريا منذ أشهر . وذكر في هذا السياق أن استفتاء على الدستور الجديد سيجري في مارس القادم تليه انتخابات تشريعية في ماي أو جوان المقبلين مبديا استعداده للحوار مع كافة الأطراف بشرط أن يجري الحوار في سوريا . وتوجه الأسد الى الجماهير الغفيرة قائلا لها: عندما علمت أنكم قررتم النزول الى الساحات بعدد من المحافظات السورية شعرت برغبة عارمة أن اكون معكم، فأنا أبادلكم نفس المحبة، واصافح كل مواطن سوري خرج الى الساحات في حلب وحمص ودرعا وكافة المحافظات» وأضاف «أردت أن أكون معكم في قلب دمشق عاصمة الحضارة والتي تعطي الحضارة لمن لا يمتلكها، عاصمة بلاد الشام التي ارادوا أن تتحول من بلاد المحبة الى الخراب لكن هيهات أن يحققوا ذلك». وقال: عندما وقفت على هذه المنصة شعرت بالفخر، الله أكبر ، الله اكبر، ما هذا الشعب القوي» وكانت حشود من المواطنين منذ الصباح بدات بالتوافد الى ساحات الأمويين بدمشق وسعد الله الجابري بحلب والمحافظة باللاذقية والسبع بحرات بدير الزور والقائد الخالد بالحسكة ودوار البريد بدرعا والمجاهد سلطان باشا الاطرش بالسويداء والرئيسية في مدينتي سلقين وجسر الشغور وبلدة أبو الظهور بادلب. ما بين القذافي والأسد وعلى الرغم من زخم الخطاب الذي القاه الرئيس بشار الأسد سواء من حيث الشكل او المضمون أو من حيث الدلالة الزمانية والمكانية وهو معطى أقره المراقبون والملاحظون للشأن السوري الا أن بعض المصادر الاعلامية أبت الا التركيز على بعض المصطلحات الثانوية بغية ربطها بخطابات العقيد القذافي وبالتالي قرن مصير الرئيس الأسد بمصير القذافي . حيث أفادت بعض الجهات الاعلامية أن الأسد استعمل عبارة «الى الأمام» و»الله أكبر» في خطابه بساحة الأمويين كما كال المديح والاطراء للجماهير وهي حسب ذات الأطراف الاعلامية ارهاصات لاستنساخ ذات النهاية الليبية المؤلمة في سوريا . وامتدادا للتعليقات الموجهة لخطاب الأسد قبل الأخير الذي ألقاه أول أمس قال وزير الخارجية الفرنسي الان حوبيه ان الخطاب يحض على العنف وينكر الوقائع على الأرض . وأعرب جوبيه في مؤتمر صحفي عن صدمته مما جاء في الخطاب مشيرا الى أنه جاء على عكس ما كانت تتوقعه الديبلوماسية الفرنسية . ولم يحدد قائد الديبلوماسية الفرنسية بالضبط ما تنتظره أو ما كانت تستشرفه من كلمة الرئيس السوري بشار الاسد . وتناغما مع اللهجة الفرنسية الحادة، قالت الديبلوماسية الأمريكية ان الرئيس السوري ألقى في خطابه بالمسؤولية على الجميع باستثناء نفسه .