سنة مرت على رحيل الطاغية بن علي. طار في الجو ومعه ميزانية تونس لعام على الأقل تاركا الفقر والخصاصة والفوضى في وطن ائتمناه عليه كرها لا طوعا لمدة 23سنة فخان الأمانة وكرس فينا ما مفاده أننا لا يمكن أن نكون الا اذا كان. الشعب الصامت خرج من صمته بدماء كانت أغلى ثمنا من كل الميزانيات وأكثر منه قدرة على قلب الموازين لصالح الشعب الذي أراد الحياة فاستجاب القدر. سنة مضت وأخرى تسير. كيف رآها المواطن في باجة؟ والى ما يتطلع ؟ ياسين القرامي : تمكن شباب 14جانفي من اخراج وابعاد عصابة السراق بن علي وأتباعه من سدة الحكم بالاستبسال ومواجهة أدوات الحكم القمعية بصدور عارية وبدماء شهداء الحرية ولم يلتجئ أبناء هذا الشعب العظيم الى أي قوى أخرى من دول أو مجالس دولية وذلك فيه بينة على علم مسبق لهذا الشعب بأن الشعب اذا أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر. فجاءت الثورة وعشنا حلم الانتقال الى الأفضل والى أن يتغير كل شئ الى الأحسن. ولكن وبعد مرور عام نفيق على أن ما تحقق في تونس في ظل هذه الثورة سوى لغة الكلام فقد أصبح بالامكان انتقاد السياسي وصاحب الكرسي دون التفات يسرة أو يمنة لكن ما لم يتحقق الحرية والعدالة بمعنييهما المطلق وهو التحرر من الفقر والبطالة وحرية التعبير. والتظاهر والنهوض بالمستوى المعيشي لهذا الشعب ففي نظري لم يتغير شيء وما زالت لغة الوعود مسيطرة على لغة الفعل لدى هذه الحكومة التي نسميها حكومة شرعية بعد الانتخابات التي أقيمت خلال شهرأكتوبر والتي انتفض لها الشعب بأكمله لانجاحها حالما بأن تقوم هذه الحكومة بما عجزت عنه الحكومات الانتقالية السابقة. فالمتصفح والقارئ للوضع بالبلاد يقول إن المشهد الحالي غير عادي فقد أصبح المواطن العادي غير قادر على مواجهة المصاريف اليومية وذلك بسبب غلاء السلع وفقدان بعضها لنراها في السوق السوداء دون غيرها وبأسعار خيالية تعجيزية. وأما عن وضع الشباب المعطلين عن العمل فحدث ولا حرج لقد أصبح يعيش على مجرد الأحلام. بشير العمدوني: الشعب قام بالمطلوب وليس بالمستحيل وهو نفسه اليوم يسعى الى خسارة مكاسبه بكثرة المطالب وأساليب المطالبة بها ويرجع ذلك حسب رأيي الى التمجيد المفرط فيه الذي أتاه الاعلام بكل أصنافه لهذا الشعب كما كان يفعل مع المخلوع قبل رحيله. وأرى أن الثورة قد جنت علينا بمفهومنا الخاطئ للحريات بصفة عامة فالسلفي يطالب بالعودة الى الوراء والحداثي يريد اخراجنا من «ملتنا» وبينهما المعتدل لم يجد المجال والوقت لترسيخ مبدإ الاعتدال وأرى أن المطلوب هو أن يفهم التونسي أن ما قمنا به هو ثورة وليس العثور على ثروة أو كنز وجب اقتسامها فتونس الآن باتت مقصد» الناهب» في حين أن الشهيد والجريح لم يجنيا شيئا الى حد الآن. الموظف يطالب بالزيادة في الأجور رغم أن العاطل لم يشتغل بعد. وأرى أن المطروح عاجلا أمام الحكومة الحالية الكثير من الحزم والصرامة باعتبار أن الديمقراطية في العالم الثالث تعتبر بمثابة «الجرعة الزائدة القاتلة أحيانا». أما آجلا فهو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب واحترام كل فرد لدوره وصفته. كما لا يجب أن ننسى أننا لسنا دولة متقدمة حتى يطالب شعبنا بحكومة على غرار اليابان . مجدي البلاقي: الثورة كانت مباركة بالنسبة الى الشعب التونسي. .فقد قامت على أنقاذ 50سنة من الدكتاتورية. .انتظرنا منها الكثير الكثير ويبدو لي وبعد مرور سنة كاملة أن الذي تحقق من الأهداف المعلنة للثورة لا يتعدى 10 أو 15بالمائة. ومرد ذلك أننا دخلنا فيما يسمى بالصراعات الحزبية والجمعياتية لكسب المواقع والمتضرر الوحيد هو الشعب التونسي الذي كان وراء هذه الثورة فقدم شهداء وجرحى وعانى الأمرين. والمؤسف اليوم في المشهد السياسي في تونس أن العديدين قد انقلبوا على المشروعية الانتخابية وأقصد انتخابات 23 اكتوبر فمن الساعة السابعة صباحا الى السابعة مساء من هذا اليوم رأى هؤلاء أن الشعب التونسي أعظم وأرقى شعب في العالم ومع البوادر الأولى للنتائج حولوه الى شعب جاهل أمي فقير بناء على «العلكة « التي لايزالون يمضغونها وهي» 4ملايين لم يصوتوا «.فماذا نتج عن ذلك؟لقد أفرز كل هذا مشهدا سياسيا مضحكا نوعا ما فالأقلية تريد أن تفرض آراءها بالقوة على أغلبية ترى أنها الأحق بالحكم. وأرى أن الوقت قد حان للأقلية والأغلبية على حد السواء لكي نلتف جميعا حول تونس لا غير فلا معنى لأقلية ولا لأغلبية في مرحلة انتقالية فمن يملك رأيا فليدل به لصالح تونس فقط وبعد تحرير دستور البلاد يمكن الحديث عن أقلية وعن أغلبية. كما أكد من موقعي أن هناك اليوم مجموعات تحركها أطراف أجنبية وهي المحسوبة على المعارضة قصد تعطيل مسيرة البلاد وغايتها افشال الحكومة الحالية لكسب أشواط ومساحات سياسية في الانتخابات القادمة بعد تحرير الدستور. ولهؤلاء أقول إن الشعب التونسي ذكي وفطن لكل الألعاب كما أذكر هؤلاء بأنهم يضيفون بما يأتونه من تشويه نقاطا الى الأطراف الأخرى وأقصد أنها نقاط لصالح «الترويكة «.وأنصح هؤلاء بوضع الأقدام على الأرض والنظر الى مصلحة البلاد لا غير فالكراسي والمناصب تزول أمام مصلحة الوطن. صلاح الخلولي : بعد مرور سنة كاملة لا نملك الا ان نحيي شهداء تونس الأبرار ونترحم على أرواحهم لأنهم خلصونا من عبء ثقيل عانى منه الشعب التونسي طويلا. وما أفرحني ويفرح كل التونسيين أن الحلم قد تحقق فلدينا اليوم حكومة تحكمنا ومعارضة قوية تحرسنا منها وهو ما أردته شخصيا من هذه الثورة.