ساعات قليلة بعد اجتماع نائب الرئيس الأمريكي «جو بايدن» برئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم دعا أمير قطر الى ارسال قوات عربية لسوريا لوقف «أعمال القتل» هناك في خطوة وصفت ب«الالتفافية» على الفيتو الروسي في مجلس الأمن. ونقل برنامج 60 دقيقة على قناة «سي بي أس» الأمريكية عن حمد بن خليفة دعوته الى ارسال قوات عربية لوقف ما وصفه باراقة الدماء في سوريا . أمل قطري وشوق للدماء وأضاف ذات المسؤول : ما زلنا نأمل أن تتمكن البعثة العربية من أن توفق في عملها، وهذا يتوقف على الحكومة السورية من خلال وقف القتال وسحب الاليات من المدن والسماح للاعلام بالعمل والدخول الى الأراضي السورية . ويأتي هذا الاقتراح مباشرة عقب اجتماع عقده نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم في واشنطن لبحث الأوضاع في سوريا . وقالت الرئاسة الأمريكية في بيان صدر مساء أمس أن الاجتماع بين بايدن وحمد حضره أيضا مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي توم دونيلون . وأوضح البيان أن بايدن وحمد نددا خصوصا بأعمال العنف التي يرتكبها «نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا وشددا على أهمية تقرير بعثة المراقبين العرب المرتقب في 19 جانفي الجاري . وكان رئيس الوزراء القطري قد قال في معرض تعليقه على عمل البعثة العربية المكلفة بمراقبة الأزمة على الأرض في سوريا : لن نعطي مزيدا من المهل في أول تقرير يأتي الينا .. سيكون لدينا موقف حتى وان لم يتبلور موقف « ولم يحدد بالضبط المسؤول القطري من المقصود ب«نحن» التي استعملها مرارا ولم يوضح أيضا بأية صفة يتحدث أهي الصفة المحلية أم العربية . التفاف حول الفيتو ويبدو أن هذا الموقف القطري من الأزمة السورية يسعى بالأساس الى الالتفاف على الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن . حيث اعتبر ديبلوماسيون أن الفيتو الروسي لن يجد له مبررا في حال جاء طلب التدخل العسكري في الملف السوري من طرف الجامعة العربية . وأشاروا الى أن الفيتو الروسي انكفأ بمجرد طلب الجامعة العربية التدخل العسكري في ليبيا، وطالما أن التحفظ الروسي كان في مستوى تعامل الغرب مع القرار الدولي وليس مع الخيار العسكري بذاته فليس هناك اشكال على حد رأيهم لاستنساخ التجربة الليبية في سوريا . وبالتزامن مع هذه المستجدات الخطيرة، أعلنت بريطانيا عن استعدادها طرح قرار جديد في مجلس الأمن لإدانة قمع النظام السوري للمظاهرات في سوريا . وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون «بصفتنا عضوا دائما في مجلس الأمن فنحن مستعدون لأن نطرح قرارا جديدا يستند الى ما تقوى عليه وتستطيع فعله الجامعة العربية التي أرسلت مراقبين الى سوريا». وتحدى ذات المتحدث الروس دون أن يسميهم في حال ما اذا أرادوا عرقلة هذا القرار أن يبرروا استعدادهم لمؤازرة «حمام الدم الرهيب الذي يقوم به شخص تحول الى دكتاتور رهيب» حسب زعمه وتعبيره ورأيه . في ذات السياق «التدويلي العربي»، كشف الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» عن أن الدوحة ستقدم احاطة الى مجلس الأمن حول الوضع في سوريا . ونقلت صحيفة الحياة اللندنية عن بان كي مون قوله «إن حمد بن جاسم أكد له خلال لقائهما الأخير في نيويورك أنه آت مع نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية الى مجلس الأمن لتقديم احاطته الى المجلس» . وأضاف أن لديه رسالة قوية الى الرئيس الأسد يبرقها اليه من بيروت تتمثل في أنه فقد الشرعية حسب زعمه وعليه أي الأسد اتخاذ اجراءات جريئة للاصلاح قبل أن يفوت الاوان مشيرا الى أن هناك دائما مجالا للاستدراك حتى لا تنشب حرب أهلية في سوريا . الفيتو الروسي حاضر ومتماسك وفي المقابل، حذرت موسكو على لسان نائب رئيس وزرائها ديمتري روغوزين من أن أي تدخل في الشؤون السورية ستترتب عنه عواقب كارثية . وقال في مؤتمر صحفي عقده في بروكسيل إنه كان من شأن الحرب في ليبيا أن تخفض حماس الجميع فيما يخص الحروب الأهلية، فلا يوجد أبطال في الحروب الأهلية ومن يتدخل فيها هم أبطال سلبيون . وأكد أنه يجب ترك سوريا وشأنها ومساعدة الأطراف المتنازعة في ايجاد مخرج من المواجهة نحو الحوار السياسي، فليس هناك طريق اخر .. كل حرب تنتهي بسلام والسؤال ما ثمن هذا السلام .. لذا لا يجب التدخل في سوريا اذ أنه أمر جد خطير . وفي سياق متصل، أعلن الأكاديمي يفغيني بريماكوف أن روسيا لن تسمح بتمرير السيناريو الليبي في سوريا من خلال مجلس الأمن الدولي . وقال الأكاديمي الروسي البارز ان الالية التي طبقها حلف الناتو للاطاحة بحكم القذافي تمثل سابقة خطيرة للغاية وتستخدم قرارا غير واضح لمجلس الأمن الدولي لاضفاء الشرعية على التدخل العسكري من أجل دعم طرف في حرب أهلية اندلعت في دولة مستقلة . وأعرب عن قناعته بأن صناع السياسة الخارجية في روسيا سيأخذون في الحسبان أحداث ليبيا .