تواجه نحو 50 عائلة بمنطقة «الجبالية» التابعة لمعتمدية قعفور العطش منذ سنتين وتفتقر لأدنى مقومات العيش الكريم. لازال متساكنوا منطقة «الجبالية» يمنون النفس في كل يوم يمرّ و في كل سنة تنقضي أن تزيح عنهم غشاوة المعاناة التي لازمتهم لعقود من جراء انعدام المرافق الاساسية بهذه المنطقة كالمدرسة و المستوصف و حتى المسالك الفلاحية فهي الاخرى لم تر النور بالجهة كلفتهم مغادرة أبنائهم لمقاعد الدراسة بصفة مبكرة . عائلات عطشى ومعزولة سوف لن نبالغ إذا قلنا بأن أهالي منطقة «الجبالية» ذاقوا المرّ بكل أنواعه من جراء لا مبالاة العهد البائد والاصغاء لمطالبهم التي لن تزيد عن بعض الضروريات اللازمة التي لا يستطيع أي فرد الاستغناء عنها مثل توفير الماء الصالح للشراب و ايجاد مسلك فلاحي يسهل عليهم العبور، فمثل هذه المطالب لا أظنها صعبة المنال أو كثيرة الأموال لتوفيرها لخمسين عائلة ظلت تكابد و تجاهد لتوفير جرعة ماء من احد العيون البعيدة يوميا قاطعة لذلك عديد الكيلومترات و مستغرقة عديد الساعات من أجل حمولة لا تسدّ رمق يوم واحد. فمثل هذا الوضع المزري و الذي لا يتطابق مع ألفية ثالثة مشحون بالعصرنة و التطور العلمي مازال يرافق هذه العائلات و إن لم تتدخل السلط المحلية و الجهوية للحد من مآسي هؤلاء المتساكنين فان معاناتهم ستتفاقم بسبب جرعة ماء ممزوجة بالأوساخ و الحشرات يقبل على النهل منها الحيوان كما الانسان لانه عند العطش تتساوى الأمعاء و الأفواه. أما المسلك الفلاحي و الذي يعتبر رئة المنطقة لانه سيوصلهم الى مبتغاهم فهو منعدم بانعدام الماء إذ يعتمدون على ممرات صغيرة محاذية للزرع مخصص للمترجلين أو للأحمرة فقط لانه لا يحتمل من لهم عجلات مطاطية، لذلك و عند اشتداد تساقط المطر يعلقون بمنازلهم لفترة و تنقطع اخبارهم الى حين اتضاح الرؤية. غابت المدرسة ... فحضرت الأمية حتى لا تستفحل الأمية بالمنطقة و انقاذ ما يجب انقاذه مما تبقى من طالبي العلم من تلاميذ هذه الجهة فان التفكير في بناء مدرسة ابتدائية حسب البعض ممن تحدثوا الينا اصبح من أوكد المواضيع المهمة التي يجب ايلائها ما تستحقه من عناية و درس لانه و بكل بساطة تفشت الأمية بهذه المنطقة مثل الطاعون من جراء بعد الجهة عن مدينة قعفور بحوالي 10 كلم مع انعدام وسائل النقل و الظروف سابقة الذكر جعلت من الصعب على التلميذ مواصلة تعليمه الابتدائي لان غياباته المتكررة اكثر من حضوره بالفعل مما جعل مستواه التعليمي متدن الى أبعد الحدود مما اضطر أغلبيتهم إن لم أقل كلهم يفكرون في التقاعد المبكر من كرسي الدراسة لان الظروف التي يعيشونها لا تشجعهم على مزاولة تعليمهم في أحسن الظروف لذلك طغت الأمية بالمنطقة من جراء انعدام مدرسة تخفف عنهم معاناتهم و تشجعهم على التعلم. اما الميسورون من هذه العائلات فانهم اضطروا مكرهين لتسويغ منازل بمدينة قعفور حتى يتسنى لابنائهم مزاولة تعليمهم او أن الأمية في انتظارهم من الشرفة المقابلة. هموم هذا المجمع السكني كثيرة زادها غياب مراكز للصحة الاساسية للتداوي و لاسكان آلامهم لذلك فاسعاف مريض عند الذروة يتطلب عصا سحرية لانقاذه من جراء انعدام وسائل النقل فحتى تغيير ضمادة أو اجراء حقنة أو قيس ضغط الدم يتطلب مصاريف لبلوغها أما أن تجاهد للوصول للمدينة أو أن تتسلح بالصبر و ما عدى ذلك لا توجد منطقة وسطى الا بتدخل السلط الجهوية للتفكير في امكانية بعث مستوصف يقلل عنهم آلامهم و يسكن جراحهم.