يعيش متساكنو الحي المعروف بتسمية «الجلاء 2» أوضاعا حياتية خاصة فرضت عليهم حالة اشبه بالعزلة منذ قرابة 20 عاما من تشييده وذلك رغم انضوائه في خانة المناطق البلدية ورغم الوعود التي تتالت من قبل الهياكل البلدية. الشروق «انتقلت الى الحي ورصدت عبر هذا الريبورتاج حقيقة الوضع ومشهدا من معاناة الاهالي هناك .... كانت وجهتنا الاولى احدى المناطق الريفية الواقعة خارج المدينة على اعتبار جملة النقائص التي تشتكي منها لكن دليلنا في الطريق ذهب الى اداء زيارة الى الحي الذي خلناه أحد وجوه بنزرت المتقدمة خاصة وانه حمل اسم «الجلاء» احدى المحطات الخالدة بتاريخ الجهة لكن واقع الحال مثل عكس ذلك. أوحال منتشرة في كل مكان وفواضل هنا وهناك بمعظم المفترقات المؤدية الى الحي السكني «الجلاء 2) أو ما عرف لسنوات تحت تسمية «بالاصيب» وانعدام للفضاءات التجارية لإمداد السكان بالمواد الغذائية والمنزلية تلك هي حال الوضعية المعيشية المزرية لقرابة 600 ساكن من الذين يعدون من سكان المناطق الحضرية والواقعة بامتياز بمشارف المدينة .... «ميت والا حي تخرج في التركتور» بهذه العبارات اختارت السيدة سميرة الصديقي احدى متساكنات الحي الذي استبدل اسمه ب«الجلاء 2» منذ فترة لرفع التشكيات من حالة العزلة المطبقة على السكان.... وغير بعيد عنها اعربت الحاجة فاطمة خلف الله البالغة من العمر 70 عاما بتأثر كبير ان انعدام أبسط الحاجيات من حيث توفر طريق مهيئ يمثل الكابوس المزعج خاصة لما يسدل الليل ستاره . وأضافت المتحدثة في ذات الصدد انها وعلى غرار عدد هام من الجيران الذين يعانون من الامراض المزمنة يضطرون للاستعانة بما يتوفر من شاحنات او حتى الى ما يعرف ب«التركتور» للتنقل في حالات المرض الذي لا ينتظر.... وعود لم تنفذ ومسالك مهمشة السيد بشير الجزيري يقطن بالحي منذ 10 سنوات تذكر وعود مسؤولي العهد الفارط وعدم تنفيذها وتواصل التجاهل حاليا وتخلف المسؤولين الجهويين عن الالتفات لحيهم مشيرا في ذات الصدد الى ان المطلب الملح يتمثل في تهيئة المسلك الرئيسي الذي على ترديه صيفا وشتاء اضحى ينفّر أصحاب سيارات الاجرة اضافة الى ما تخلقه معاناة عدم وجود حافلات عمومية تقل الى المؤسسات لاسيما ذات الاولوية منها ان صح الوصف قصد العلاج . وفي سياق متصل أكد السيد توهامي السعيداني سائق سيارة تاكسي ان حالة الطريق المزرية وعدم تأهل المفترقات لاستيعاب حركة الجولان السبب المباشر لعدم وصول اغلب وسائل النقل لهذا الحي رغم انه يندرج في خانة المناطق البلدية.... كما شدد أغلب من تحدث الينا من السكان بهذا الحي مثل السيدة صبيحة القويصي والحاج الازهر المالكي عن مسألة توفر الانارة العمومية الضرورية خاصة في ظل تعدد السرقات وما ينجر عن هذا الوضع من سكون للحركة في حدود الساعة السادسة مساء على اقصى تقدير بمختلف الارجاء. واكد في ذات السياق السيد نسيم العمري الذي انتقل مؤخرا للسكن بهذا الفضاء السكني ان هذا الامر يدعو الى تكثيف الدوريات الامنية خاصة في الليل .... تخلف التلاميذ.. ومتنفس.. وتهميش وضعية التهميش والعزلة التي يعاني منها هذا الحي الذي تم تأسيسه منذ سنوات اثر بالسلب على ظروف تعلم الاطفال على حد قول الولية «سميرة» ودفع الى الترفيع في التكاليف التي أضحت تتكبدها بعض العائلات قصد الحاق ابنائهم بمؤسسات تعليمية اغلبها بعيدة عن محل سكناهم . وحسب المتحدثة والسيدة صليحة التواتي القاطنة بالحي منذ قرابة الثمانية سنوات ان «البوط» حذاء أساسي ان لم يتوفر شتاء يضطر الاطفال للتخلف عن الدروس لأيام الى ان تتغير أحوال الطقس... كما أثار السيد نسيم المعمري مسألة غياب «الريزو» مما يقطع قنوات التواصل مع الخارج كما يجعل من المستحيل امكان قيام التلاميذ بالبحوث وما تتطلبه الدروس من إبحار على «النات» كل هذا يحصل بوسط مدينة بنزرت... هذا الحي الذي يقطنه الكثير من العملة بالمصانع اختار العديد منهم اتخاذ تدابير بسيطة للتنقل وتسهيل قدر الامكان كل شتاء حركة العبور نحو المنازل التي أتت الاوحال على بهو الكثير منها وتغمر المياه البعض منها باستمرار خاصة بعد ان انحصرت الاشغال في تدخلات «ديوان التطهير» بمد القنوات والبقاء في ترقب لإيفاء السلط الجهوية ولاسيما البلدية منها بوعود مشروع تعبيد الطريق منذ اكثر من عام. كما أشار في الاثناء العديد من السكان هناك الى مسالة التخلص من الفضلات خاصة في ظل حالة العزلة المطبقة جراء المسلك الرئيسي غير المهيإ وعدم وصول الاعوان البلديين الى هذا الموقع الآهل بالسكان .... مطالب الشبان والاطفال أطفال الحي وشبانه بدورهم أشاروا لغياب فضاءات الترفيه والنوادي المهيأة بحيهم ما يدفع بالعديد ربما للانحراف. هذه بعض من مشاكل هذا الحي البلدي ومشاغل سكانه الذين عانوا التهميش في العهد البائد وينتظرون الاهتمام من مجلس بلدي في عهد الثورة .فهل تلبى طموحاتهم أم يبقون دائما على الهامش؟