اكتملت المسيرة المظفرة للمنتخب الوطني كأبهى ما يكون مساء الجمعة في قاعة بن ياسين بالرباط وصعدت كرة اليد التونسية للمرة الثانية في سنتين على عرش افريقيا. الفرحة هذه المرة لم تكن عادية بكل المقاييس فالتتويج اقترن باقتطاع بطاقة التأهل الى الأولمبياد بعد أن غاب عنا التواجد في أهم محفل رياضي عالمي طيلة 12 سنة وتحديدا منذ دورة سيدناي 2000. فيضان من الدموع رأيناه في عيون اللاعبين بعد نهاية المباراة وخصوصا الكبار منهم فبعضهم عاد الى المنتخب من أجل هذا الهدف... عاد بوسنينة وحمام وكان عصام تاج كالعادة «قلب الأسد».. استعاد مقنم روح الشباب وطار الجناحان الصاعدان أسامة البوغانمي وأيمن التومي الى قمة الثقة والتألق واخترقت صواريخ مصباح وبنور شباك كل المنتخبات الافريقية. الوصفة السحرية للفرنسي آلان بورت نجحت مرة أخرى أو دعونا نقول هذه التوليفة الرائعة من أصحاب الخبرة والشبان أتت أكلها وسقطت حسابات كل المشككين في قدرة المنتخب على البقاء في القمة. في قاعة بن ياسين ليلة الجمعة 20 جانفي كتبت تونس صفحة استثنائية في كتاب التألق والروعة وكان أبناؤها رجالا بالفعل... كانوا في مستوى ثقة التونسيين الذين انتظروا هدية من الرابط. الجمهور التونسي ردّد «الشعب يريد الكوب دافريك» وأجاب المنتخب على أرضية الميدان وخرج بعد اللقاء بقميص أبيض مكتوب عليه «هدية المنتخب الى شعب تونس الحرة». هي أغلى وأجمل هدية كانت ماثلة في أذهان وقلوب اللاعبين حتى أن بعضهم أكد لنا منذ بداية الدورة أنه واثق من التتويج وأن اللقب لن يفلت من المنتخب لأن التونسيين يستحقون بعض الفرحة في هذه الأوقات الصعبة. حقيقة لا يمكن تصور الفرحة التي اجتاحت كل التونسيين الذين تابعوا المباراة في قاعة بن ياسين ودعونا نقول هذا لقب له طعم خاص بالنسبة لنا أيضا، نحن الذين حصدنا التتويج في «كازابلانكا» قبل 10 سنوات أمام نفس المنافس عشنا فرحة التتويج في القاهرة قبل عامين. هذا لقب من ذهب سيبقى منقوشا في ذاكرة كل الرياضيين التونسيين وعشاق كرة اليد المنتمين لكل الأندية والجهات في تونس والذين رأيناهم في الرباط قلبا وقالبا مع المنتخب.