تعيش أوروبا هذه الايام على وقع فيروس جديد معد يصيب الابقار وله مخاطر عديدة. والسؤال الذي يفرض نفسه أية احتياطات يمكن اتخاذها في تونس؟ للاجابة عن هذا السؤال وغيره من الأسئلة ذات العلاقة اتصلنا بوزارة الفلاحة فأفاد مختصّ في المجال أنه فيروس جديد يصيب الأبقار ويتسبب في الاجهاض أو تشوّه العجول وانخفاض في انتاج الحليب. وذكر أن هذا الفيروس ينتقل من الحيوان المصاب الى الحيوانات الاخرى عن طريق حشرات ناقلة له وأن العديد من المعطيات لازالت غير متوفّرة وهي بصدد الدرس على اثر ظهور المرض. وعلى مستوى تونس ذكر أنه ثمة متابعة للوضع الصحي خاصة في المركز الوطني لليقظة الصحية الحيوانية. وأضاف أنه سيتم تبعا لذلك اعداد ورقة تقنية للتعريف بهذا المرض وتوزيعها على كل البياطرة ومتابعة الوضع الصحي على المستوى العالمي مع الاشارة الى أن المرض لم يظهر بتونس او شمال افريقيا سابقا كما أنه غير معد للانسان وحسب المعطيات المتوفّرة حاليا فإن امكانية انتقال المرض الى تونس ضعيفة لكن يبقى الحذر واجبا. الاعلام واجب ورغم تأكيد الوزارة على ضعف امكانية انتقال المرض الا أن الاحتياطات واجبة خاصة من قبل المربّين الذين يتعيّن عليهم اعلام المصالح البيطرية بأي علامات غير عادية على أبقارهم. وأكّد الدكتور لطفي الشماخي رئيس عمادة البياطرة أن الادارة العامة للمصالح البيطرية صلب وزارة الفلاحة لها فروع في كل ولاية ويتولى رئيس ادارة الانتاج الحيواني التابع للمندوبية الجهوية متابعة الوضع بجهته عن طريق بيطري مكلف بتلك المهمة. وقال توجد قوانين في تونس تؤكد على ضرورة الاعلام بأي مرض جديد لا سيما منه المعدي فيتولى البيطري تشخيصه ثم أخذ عيّنات للتحاليل في مخابر مختصّة. وفي حديثنا لشكري بالعايبة أحد مربيي الأبقار بالعالية أفاد أن وضع قطاع تربية الماشية صعب جراء ارتفاع كلفة الأعلاف ولا يحتمل اصابة الأبقار بأي فيروس. ولم يخف انشغاله وخوفه من وصول هذا المرض الى تونس خاصة في ظل غياب الارشاد الفلاحي باتحاد الفلاحين الناتج عما تعيشه المنظمة من وضع صعب جراء الاختلافات والتجاذبات. وقال : «سوف يحرص المربون على ابلاغ المصالح المختصة في حال ظهور لا قدّر ا& هذا المرض ببلادنا للتمكن من محاصرة مخاطره». وتمنى ان تضع الوزارة في هذه الحالة يدها في يد اتحاد الفلاحين لتعمل مصالح الارشاد الموجودة بالهيكلين بالتنسيق في ما بينهما على اعداد اجراءات وقائية لهذا الفيروس. وتجدر الاشارة الى ان المنظمة العالمية للصحة الحيوانية منظمة حكومية تحتل الخط الأمامي عندما يتطلب الامر تحسين صحة الحيوان. ونظرا الى كون التقارير الميدانية لتفشي الأمراض الحيوانية تشكّل عنصرا رئيسيا في مراقبة الأمراض يصبح لأصحاب الماشية والمنظمات الصحية التابعة لها وشبه المهنيين العاملين في المجال البيطري والأطباء البيطريين دور حيوي في المراقبة الفعالة للأمراض التي تصيب الحيوانات والتي بإمكانها الانتقال الى الانسان.