بعد عجزها عن «جرّ» مجلس الأمن وراء مخططاتها التآمرية على دمشق الشام دخلت الدول الغربية والعربية ومعها طيف من المعارضة السورية في الخارج مرحلة العمل خارج إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة عساها تظفر بما عجزت عنه في المنتظم الأممي. أعلن الرئيس الفرنسى، نيكولا ساركوزى، أن باريس تتشاور مع دول عربية وأوروبية من أجل تشكيل مجموعة اتصال بشأن سوريا.. للتوصل إلى حل للأزمة، بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض لإعاقة قرار لمجلس الأمن. أسف فرنسي وأعرب ساركوزى، فى بيان صحفى وزعه الإليزيه فى وقت متأخر من الليلة قبل الماضية، عن أسفه للفيتو الروسى الصينى ضد مشروع القرار العربى الغربى الذى يدعم المبادرة العربية بشأن سوريا، ويدين القمع والعنف المتواصلين فى سوريا، وذلك على الرغم من موافقة 13 من الدول الأعضاء بمجلس الأمن. وقال إن الدولتين اللتين عارضتا المشروع تشجعان النظام (السورى) على مواصلة سياساته الوحشية بلا نهاية حسب زعمه .. مشيرا إلى أنه منذ مارس 2011 لم يستجب نظام دمشق للتطلعات المشروعة للشعب السوري إلى الحرية والديمقراطية، إلا من خلال قمع وحشى ووعود جوفاء». وأكد الرئيس الفرنسى، وفقا للبيان، أنه يجب أن تتوقف المأساة فى سوريا.. وشدد على أن بلاده لن تستسلم وأنها تواصل الاتصال بشركائها العرب والأوروبيين لتشكيل «مجموعة أصدقاء الشعب السورى» لحشد الدعم الدولي لتنفيذ الخطة العربية. وفق تعبيره . وفى السياق ذاته.. أكد وزير الخارجية الفرنسى آلان جوبيه أن الفيتو الذى استخدمته روسيا والصين، والذى منع صدور القرار الأممى الذى يدين النظام السورى، أصاب المجتمع الدولى بالشلل. وأوضح أن فرنسا لن تقف مكتوفة الأيدى إزاء استشهاد الشعب السورى.. ولكنها ستضاعف من جهودها فى هذا الشأن وتتبنى مبادرات جديدة لدعم السوريين فى معركتهم العادلة من أجل الحرية والديمقراطية. وقال إن بلاده ستحشد جهودها مع الشركاء لجمع «أصدقاء سوريا» حول المبادرة العربية التى تعتبر المخرج الوحيد للخروج من الأزمة الحالية. إدانة بدوره, أدان المجلس السوري المعارض المشكل في اسطنبول استخدام موسكو وبيكين لحق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار عربي غربي حول سوريا معتبرا ان هذا الموقف «رخصة للقتل من دون محاسبة»، واعلن انه سيتوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة. وقال المجلس الذي يضم غالبية اطراف المعارضة السورية انه «يعبر عن ادانته البالغة لقيام حكومتي موسكو وبكين باعاقة مشروع القرار ويحملهما مسؤولية تصاعد عمليات القتل و«الابادة» وفق قوله ، ويعتبر أن الخطوة غير المسؤولة بمثابة رخصة للقتل من دون محاسبة». واعلن البيان الذي تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة عنه ان المجلس سيتوجه «نحو الجمعية العامة للامم المتحدة لاستصدار قرار دولي يدعم شعبنا الى جانب العمل على انشاء مجموعة اتصال دولية من الدول المساندة لنضال الشعب السوري بما يعزز عزل النظام وتقويضه». ودعا المجلس في بيانه «الشعب السوري والشعوب العربية والصديقة» الى «اتخاذ كل التدابير السياسية والاقتصادية والديبلوماسية بحق الدول التي أعاقت صدور قرار عن مجلس الأمن بما في ذلك المقاطعة الاقتصادية المباشرة ووقف التعاون التجاري، وإعادة تقييم العلاقات التي تجمع تلك الدول مع شعبنا والشعوب الشقيقة والصديقة». رد فعل نووي بدوره, حذّر أرفع ضابط منشق حتى الآن ويلجأ إلى تركيا من أن الانهيار الوشيك لجيش بلاده يمكن أن يدفع بمنطقة الشرق الأوسط إلى رد فعل نووي، ودعا إلى تدخل عاجل خارج نطاق مجلس الأمن الدولي. وقال العميد مصطفى أحمد الشيخ في مقابلة مع صحيفة (صندي تلغراف) أمس إن دور ايران ساهم في رفع أجواء التوتر إلى أقصى درجة في المنطقة، في حين ساعد النظام السوري على تحويلها إلى قاعدة لمؤامراتها»، على حد تعبيره. ورأى العميد السوري المنشق أن بعض الحلول الممكنة، مثل المناطق العازلة والممرات الإنسانية «لم تعد ذات صلة الآن وحتى في حال حظيت بدعم مجلس الأمن الدولي، جراء التصعيد الخطير الذي سينجم عن انهيار الجيش والنظام الأمني في سوريا». واضاف «نريد تدخلاً عاجلاً جداً خارج نطاق مجلس الأمن الدولي بسبب الفيتو الروسي والصيني، وتشكيل ائتلاف على غرار ما حدث في كوسوفو وساحل العاج».