على بعد أمتار من جامع القصر ومقر المعهد الوطني للتراث وتحديدا بنهج سيدي بوخريصان توجد دار تعد من أجمل وأقدم المنازل بمدينة تونس. بيت هذه الدار في القرن السادس عشر وهي تنسب الآن إلى عائلة تونسية عريقة في صنع الشاشية، ذات أصل أندلسي هاجر إلى تونس ي غضون القرن السادس عشر العديد من شيوخها. وتتميز هذه الدار بطرافة تصميمها وبساطة ورقة زخرفتها. وقد مزج مصمموها بين النمطين الأندلسي والتركي. ومنذ لحظة ولوج الباب الخارجي للدار يكتشف الزائر روعة التصاميم الهندسية والزخارف الرائعة التي تؤثث الفناء وتعطيه المظهر المتناسق الذي يجلب الأنظار من الوهلة الأولى. ويضاف إلى هذه الميزات الهندسية التناسق في تقسيم القاعات والمخزن وسائر أجزاء الدار. كما تحتوي الدار على العديد من الزخارف والنقوش (نقش حديدة) والأشكال الهندسية ذات الروح الأندلسية والتركية معا. وقبل العودة إلى شكلها الحالي، أجريت على الدار العديد من الترميمات والاصلاحات نظرا لتردي حالتها وانهيار أغلب أسس وجدران المبنى من الداخل. ودامت الترميمات فترة زمنية لا بأس بها إلى أن انتهت في عام 1998 بعد أن تمكن المهندسون والبناؤون من تجاوز كل الاشكاليات الهندسية وأعادوا إلى الدار جمالها الأصلي. ومما يضفي على المكان المزيد من روعة الشكل الذي اتخذته الأروقة داخل الدار، حيث تطوق الأروقة ذات التيجان الحفصية الساحة من ثلاث واجهات. ولهذا كله تعتبر دار الحداد من أقدم وأجمل المنازل التي شيّدت في المدينة العتيقة.