شهد المؤتمر التأسيسي الموحد للتيار القومي التقدمي مساء أمس حضور عدد كبير من الأحزاب التونسية من الثلاثي الحاكم ومن المعارضة إلى جانب النقابات والجمعيات كما استقبل المؤتمر عددا من قيادات القوى القومية في البلدان العربية مثل لبنان وسوريا واليمن ومصر وفلسطين. وكان من بين الحاضرين للمؤتمر التأسيسي الموحّد للتيار القومي التقدمي محمد الحجازي من سوريا وسمير الطرابلسي عن المؤتمر الشعبي اللبناني ومحمد الأشقر أحد قيادات حركة كفاية المصرية وناجي جمعة عن منظمة التحرير الفلسطينية وعبد الحكيم نجل جمال عبد الناصر وصلاح الزعبي من الأردن وعلي عسكر عضو التنظيم الشعبي الناصري بلبنان وسلطان العطواني الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري باليمن, كما حضر الأستاذ أبو يعرب المرزوقي عن الحكومة الى جانب الأستاذ عامر العريض عن حركة النهضة وحمة الهمامي عن حزب العمال ومحمد الكيلاني عن الحزب الاشتراكي اليساري وأحمد الخصحوصي عن حركة الديمقراطيين الاشتراكيين وعثمان بالحاج عمر عن حركة البعث وشكري بلعيد عن حركة الوطنيين الديمقراطيين وفيصل الزمني عن حزب اليسار الحديث ومحمد الحامدي عن الحزب الديمقراطي التقدمي والحبيب الحامدي عن التكتل وعمر الشتيوي عن المؤتمر وأحمد الصديق عن حزب الطليعة العربي الاشتراكي إلى جانب عدد من ممثلي النقابات التابعة لاتحاد الشغل ونقابة الصحفيين وجمعية الصحفيين الشبان وجمعية المحامين الشبان. نضال التيار القومي وقد استعرض كل من الأستاذ محمد ابراهمي وزهير المغزاوي نضالات التيار القومي التقدمي منذ حركة التحرر الوطني الى اليوم والتضحيات التي قدمها القوميون الى جانب بقية التيارات السياسية التونسية وأكدا ان هذا المؤتمر جاء لإحداث نقلة نوعية في تونس للمساهمة في تقرير مستقبل الشعب الذي أسقط نظام الاستبداد والفساد. واستنكر المتدخلون الاعتداءات التي تعرض لها الاتحاد العام التونسي للشغل معتبرين ان تنامي العنف الرمزي والمادي يعمق أزمة المجتمع مؤكدين أنّ صياغة دستور ثوري هو من صميم أولويات الحزب. وأشاروا الى انه لا كرامة ولا عزة لتونس وشعيها الا في كنف الوحدة العربية, مطالبين بإقرار فصل في الدستور يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني وكل من معه, الى جانب السعي الى ضمان ان ينص الدستور على التداول السلمي على السلطة متمنين ان يحصل ذلك في إطار التوافق مع كل الأطراف. وحظي مؤتمر أصدقاء سوريا بنصيب وفير من المداخلات فقد قال المغزاوي «نرفض ديمقراطية حلف الناتو وثوار حلف الناتو وحلول حلف الناتو مهما كان بريقها فمؤتمر أصدقاء سوريا لا يقل خطورة عن المؤتمرات التي عقدت سرا ويهدف الى تفكيك الوحدة العربية لكن سوريا عصية على المنال وندعوا من هنا كل الوطنيين الغيورين على سوريا ان يعلنوا مبادرة بعيدة عن النظام الرسمي لحقن الدماء». الشعب يريد تحرير فلسطين ورفع الحاضرون عديد الشعارات منها «الشعب يريد تحرير فلسطين» و«الشعب العربي شعب حر لا أمريكا لا قطر» و«لا مصالح صهيونية على الأراضي العربية» و«مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة». كما قدم نجل جمال عبد الناصر مداخلة أثنى فيها على مبادرة توحيد التيارات القومية في تونس معتبرا ان ذلك يمثل بداية لتوحيد القوميين في كل الأقطار العربية مذكرا بمقولات والده حول الوحدة وكيف كان لدعم كل التحركات التي يقوم بها الشعب التونسي في سبيل التحرر من المستعمر الفرنسي, ومن جانبه قال أبو يعرب المرزوقي انه مبعوث رئيس الحكومة الى المؤتمر لكي يحيي القوميين على مبادرتهم «التي يعتبرها محققة لهدفين تحتاجهما الأمة الأول توحيد التيارات القومية التي فاقت ألوانها ألوان قوس قزح ثانيا ليكون التيار القومي قادرا على تكريس التداول السلمي على السلطة», وأضاف «استمعت الى خطاب يظن ان فيها عداء للإسلام السياسي لكن الزعيم عبد الناصر لم يكن ضد الاسلام السياسي وانما ضد الاسلام الرجعي ,,, الأمة العربية لم يكن لها ان تنهض اذا لم يتعاون القومي والإسلامي», هذا وسيتواصل المؤتمر التأسيسي الموحّد للتيار القومي اليوم وغدا ليتدارس مختلف اللوائح المعروضة وينتخب قيادة للحزب الجديد المزمع تأسيسه بعد انصهار كلّ من حركة الشعب وحركة الشعب الوحدويّة التقدميّة.