قصر المؤتمرات /العاصمة (وات) - انطلق بعد ظهر الجمعة بقصر المؤتمرات بالعاصمة المؤتمر التأسيسي الموحد للتيار القومي التقدمي في تونس الذي يمتد على ثلاثة أيام تحت شعار "تجسيدا لوحدتنا وانتصارا لأهداف ثورتنا" بحضور لفيف من رموز التيار القومي الناصري في الوطن العربي وإعداد غفيرة من أنصار هذا التيار في تونس. فقد حضر الجلسة الافتتاحية عبد الحكيم جمال عبد الناصر نجل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وضيوف عرب من رموز التيار الناصري في كل من مصر وسوريا واليمن والأردن وفلسطين ولبنان وأمناء عامون ورؤساء لعديد الأحزاب السياسية التونسية وممثلو عدد من مكونات المجتمع المدني. كما حضر العلمان الفلسطيني والسوري جنبا إلى جنب بين صفوف المؤتمرين الذي رددوا شعارات منددة بمؤتمر أصدقاء سوريا الذي احتضنته تونس اليوم وبالمخطط الأمريكي الصهيوني لتقسيم سوريا. وفي كلمته الافتتاحية أبرز رئيس حركة الشعب محمد الابراهمي ما تحمله الحركة التوحيدية للتيار القومي التقدمي في تونس من معان وأبعاد ،موضحا أن هذه الخطوة "ستعيد للتيار موقعه الحقيقي الذي سعت الأنظمة المتعاقبة في البلاد على مر السنوات الماضية إلى طمسه والتضييق على مناصريه وقياداته دون ان تنجح في ذلك". وأثنى على الدور الكبير الذي اضطلعت به ثورة "الحرية والكرامة" وتضحيات الشهداء في إعادة الاعتبار والمكانة للأحزاب والتيارات السياسية التي تسعى للمشاركة في رسم ملامح غد تونس ومستقبلها. ومن جهته وفي كلمة باسم حركة الشعب بين زهير المغزاوي أن هذا المؤتمر سيحدث نقلة نوعية في العمل القومي "بعيدا عن واقع التصادم مع الأنظمة الحاكمة في البلاد وفي اتجاه المساهمة في بناء المستقبل ونحت صورة جديدة لتونس بعد الثورة". على صعيد آخر قال المغزاوي إن "ما تشهده ليبيا والسودان واليمن والصومال وسوريا لا يمت للثورة بصلة بل هو نوع من الاقتتال الذي يعطل مسار الثورة". وأوضح أن مؤتمر أصدقاء سوريا الذي احتضنته تونس الجمعة "لا يقل شبهة عن المؤتمرات التي عقدت سرا في هذا الشأن"، قائلا في هذا الصدد "إن الشعب العربي في سوريا أدرى بأهداف هذا المؤتمر إن كان المراد به القضاء على وحدة سوريا المجتمعية والجغرافية وتفكيكها إلى أجزاء على أساس طائفي أو عرقي..." أو ضمان الحرية والديمقراطية لشعبها كما يقول منظمو مؤتمر تونس. من جانبه شدد عبد الحكيم جمال عبد الناصر على أهمية الخطوة التي أقدم عليها التيار القومي الناصري في تونس لتكون فاتحة لتوحيد التيارات القومية الناصرية في الوطن العربي مبرزا ما يعانيه هذا التيار منذ رحيل مؤسسه منذ 42 سنة من فشل لأخر جراء تشرذم رموزه وقياداته. وبين ان التيار القومي التقدمي الذي أسسه عبد الناصر هو تيار أفعال لا أقوال وهو ما غاب عن رموزه خلال العقود الماضية التي تكالبت على الزعامة. وفي ظل ما شهدته أجواء المؤتمر من بعض التململ جراء حضور بعض رموز حركة النهضة أشغاله تجلت برفع بعض المؤتمرين شعارات مناوئة للحركة سعى مبعوث رئيس الحكومة المؤقتة للمؤتمر ابو يعرب المرزوقي إلى إبراز التلازم بين التيار القومي والتيار الإسلامي الذي لم يكن الراحل عبد الناصر يفرق أو يفصل بينهما قائلا في هذا الصدد "أدركت أن الخطابات التي قدمت في المؤتمر فيها عداء للإسلام السياسي وهذا غير صحيح فعبد الناصر كان يدعو إلى الإسلام التقدمي لا إلى الإسلام الرجعي". وأكد أنه لا يمكن للأمة العربية أن تنهض بمعاداة بين التيارين القومي والإسلامي، مشددا على أنه بتزاوجهما وتكاتفهما ستنشأ ديمقراطية حقيقية في تونس وفي الوطن العربي. وشدد بقية ضيوف المؤتمر من سوريا وفلسطين واليمن والأردن على مكانة القضية الفلسطينية في المشهد السياسي العربي مطالبين بنصرة شعبها وبالعمل على وقف مد الاستيطان بأراضيها وإعادة الأراضي المغتصبة من قبل الكيان الصهيوني، داعين الحركات الثورية في الوطن العربي لتحمل مسؤوليتها وإعلان موقفها الواضح من المشروع الصهيو أمريكي لتجزئة الوطن العربي. وحذروا من سعي الولاياتالمتحدة لتغذية الصراعات الطائفية والمذهبية في الوطن العربي. تجدر الإشارة إلى ما ميز أشغال المؤتمر من توتر جراء تباين مواقف المؤتمرين من حضور بعض رموز حركة النهضة ومن الوضع في سوريا حيث عمد أحد الحاضرين لرفع صورة الرئيس السوري بشار الأسد جنبا إلى جنب صورة عبد الناصر الأمر الذي أثار حفيظة الحاضرين واضطر المنظمين إلى إخراجه من قاعة الاجتماع صحبة مؤتمر آخر وتشديد الرقابة على عملية الدخول إلى قاعة المؤتمر.