امتدت حالة الغضب في السعودية من مدينة أبها إلى مدن ومحافظات عديدة في حراك شعبي لم تشهده المملكة من قبل فيما دعا الأمير طلال بن عبد العزيز إلى ضرورة أن تطال يد العدالة كل الفاسدين . قالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أمس إن حالة الغضب الواسعة بالمملكة السعودية،والتي أعقبت أحداث اعتصام طالبات جامعة «الملك خالد» الأربعاء الماضي قد تجاوزت حدود مدينة «أبها» إلى أنحاء واسعة من المملكة العربية السعودية .
حراك غير مسبوق
حيث انتقلت الاحتجاجات إلى مدن الرياض،والنماص،وعرعر،والقطيف، والربيعية، في حراك لم تشهده السعودية من قبل.
وقد استنكرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان استخدام السلطات السعودية العنف لتفريق الطالبات، وطالبت المملكة بإطلاق الحريات وسراح المعتقلين.
وبدأت الأحداث باعتصام لطالبات جامعة «الملك خالد» يطالبن فيه بتحسين معاملة الجامعة للطالبات وإقالة مدير الجامعة،ولكن لا الجامعة ولا السلطات لم تستجب لأصواتهن،بل عمدت ادارة الجامعة إلى تفريقهن بطرق عنيفة عن طريق استقدام الشرطة،ونتج عن ذلك وفاة طالبة وإصابة 54 أخريات،واعتقال طالب تضامن معهن.
وقد أدى هذا الاعتداء على الطالبات إلى تصاعد وتيرة الغضب احتجاجا على هذا التصرف من قبل السلطة،وانتشار حركة الاحتجاجات على مستوى الجامعات بالمملكة،رغم الإفراج عن الموقوفين في نفس اليوم.
وفي واقعة أخرى شهدتها جامعة «طيبة» بالمدينة المنورة، تم فصل أحد الطلاب لانتقاده العلني الحالة المتردية لأوضاع الجامعة في لقاء مفتوح مع مدير الجامعة.
دعوات إلى المحاسبة
وبالتزامن مع هذه المستجدات،طالب الأمير طلال بن عبد العزيز بضرورة البحث عن الوسائل الكفيلة والقادرة على إيصال كلمة الحق إلى من يجب أن تصل هذه الكلمة من المسؤولين السعوديين .
وقال عبد العزيز على صفحته على موقع «تويتر» : لا تظنوا أيها الإخوة أن كلمة الحق تسمع مني وأمثالي ولا تسمع منكم ...للأسف مضت علينا فترات لم تكن تسمع كلمة الحق حتى مني شخصيا ...
وأضاف يجب أن تصل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد التي أنشئت مؤخرا في المملكة إلى الجميع فلا فرق بين صغير وكبير .
وتابع : المستقيم له مكانته وتقديره أما الفاسد فيجب أن تطاله يد العدالة وتحتاج أي العدالة إلى المزيد من الوقت ولا يكون الحبل على الغارب وإنما يكون الأمر مدروسا بدقة تحت إشراف المعنيين حتى تتضح الأمور ونصل إلى ما وصل إليه الآخرون» .