شرح وزير الاعلام السوري الدكتور عدنان محمود موقف بلاده من الأزمة التي تواجهها منذ عام مشيرا الى أن ما يجري يندرج في سياق مخطط جهنمي يستهدف إضعاف سوريا وتحييدها عن خياراتها الوطنية والقومية. هاجم وزير الاعلام السوري بشدة في لقاء خاص مع «الشروق» بدمشق تعاطي وسائل الاعلام العربية مع الأزمة في بلاده، واصفا هذه الهجمة الاعلامية ب«الارهابية». تؤكدون في مواقفكم على الحوار، لكن هل ترون أن فرص الحوار لا تزال قائمة في ظل رفض بعض أطياف المعارضة لمثل هذه الخطوة؟ سوريا، منذ بداية الأزمة اعتمدت الحل السياسي ا لقائم على خطوات الاصلاح الشامل القائم على برنامج زمني محدّد.. وهذه القاعدة الأساسية التي ترى سوريا أنها تسير باتجاه مستقبل أفضل.. ولذلك نحن ندعم خطوات الحوار بين كل أطياف الشعب السوري بمختلف مكوناته وفئاته بل إننا نرى أن الطريق الوحيد للانتقال الى مرحلة جديدة في حياة سوريا هو الحوار.. ولا شيء غير ذلك. لكن يبدو أن هناك طريقا آخر تريد الأطراف الأخرى سلوكه.. أعني بذلك، طريق التدخل العسكري.. فهل ترى أن مثل هذه الفرضية واردة اليوم؟ في أكثر من مرّة أكدنا أن الحل العسكري في سوريا صعب.. هذا أكدته تجارب عديدة.. وأكده أيضا الموقف الروسي والصيني في مجلس الأمن من خلال الفيتو الذي رفع في وجه المحاولة الرامية الى تدويل الملف السوري ولذلك رأيتم المواقف الروسية والصينية الرافضة لأي تدخل خارجي في سوريا والمؤكدة على أن الحل لا يكون إلا من خلال الحوار على قاعدة المصلحة الوطنية للشعب السوري ورفض أي محاولة للوصاية الغربية على هذا الشعب الرافض لأي حلّ من الخارج والملتف حول قيادته وحول مشروع الاصلاح الذي قدمه الرئيس بشار الأسد. في هذه الحالة، كيف تتكيفون إعلاميا مع الهجمة التي تتعرّضون لها.. والى أي مدى تملكون القدرة على كسب المعركة على هذا المستوى؟ نحن بالنسبة إلينا، نتعرّض الى حرب إعلامية تستهدف تزييف الوعي العربي وقلب المفاهيم وحرف بوصلة الصراع مع العدو الاسرائيلي الذي يقوم على اختلاق أعداء وهميين وافتعال مشاكل بين أبناء الوطن العربي لإشغال الشعب العربي عن معركته مع العدو وعمّا يمارسه هذا العدو بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات الاسلامية وعن المخططات التي تحاك ضدّ أمتنا.. ولعلكم بالتأكيد تابعتم في هذا الخصوص كيف أن الادارة الأمريكية عمدت الى فرض عقوبات على مؤسسة الاذاعة والتلفزيون.. وهذا نراه استهدافا ليس فقط للاعلام بل لكل المؤسسات الوطنية الاعلامية والثقافية والاقتصادية في سوريا التي أعدّت استراتيجية إعلامية لمواجهة هذا المخطط بكل أدواته وأهدافه والدول المشاركة فيه وأيضا بأن تكون لنا شراكات مع الدول الصديقة والنخب الفكرية والثقافية لفضح هذه الرؤية الأحادية التي يسوّقها الغرب ولكسر الأجندة السياسية التي تعمل بها بعض وسائل الاعلام والقنوات الاعلامية التي تحولت الى قنوات إرهابية.. هم يرون دائما بمعيار الجدوى من أي خطوة.. وبالنتيجة هم يستهدفون ضرب سوريا بكل مقوماتها. كيف تنظرون هنا الى المساعي العربية والغربية الرامية الى نقل الملف ا لسوري الى مجلس الأمن.. وما هي مخاطر مثل هذه الخطوة، من وجهة نظركم؟ أعتقد أن الاجابة الواضحة عن هذا السؤال قد جاءت من روسيا التي أكدت أن أي جهد جديد لتدويل الموضوع السوري لن ينجح وأن كل من يراهن على هذه الورقة هو واهم كذلك الشعب السوري واع بهذا المخطط بأبعاده وأهدافه.. وأؤكد ان قوة سوريا الاستراتيجية تكمن في هذه الوحدة الوطنية والحفاظ على هذه الروح الوطنية العالية الداعية الى البرنامج الاصلاحي للرئيس بشار الأسد والداعمة لخط سوريا الوطني والقومي.. إذن هذه القوى لن تنجح، مهما فعلت في تغيير اتجاه البوصلة بالنسبة إلينا.. القاعدة القومية التي تنطلق منها سوريا في مواقفها وفي دورها لها أساس راسخ قوامه الشعب السوري بمواقفه القومية.. وأيضا بمواقف قيادته المدافعة عن المشروع القومي العربي. ما هي رؤيتكم، في هذا الخضم، لمآلات الأزمة، داخليا.. وأيضا إقليميا ودوليا.. وهل تعتقدون أن أهداف المشروع الغربي ضد سوريا قد انحسرت فعلا؟ نحن نرى أن هذا المشروع يهدف أساسا الى إضعاف دور سوريا القومي ومحاولة دفعها للتخلّي عن احتضان قوى المقاومة وعن خياراتها القومية وعلى رأسها دعم القضية الفلسطينية.. وللأسف هذا المشروع تتجنّد له بعض الدول العربية والاقليمية لا سيما قطر والسعودية وتركيا التي تقوم باحتضان الجماعات الارهابية وتزوّدها بالمال والسلاح بهدف سفك الدماء السورية.. هذه الدماء الغالية التي تُراق اليوم بسلاح الغدر والارهاب الذي تهرّبه هذه الدول الى سوريا في إطار مخطط جهنّمي يرمي الى تقوية اسرائيل في مقابل اضعاف دولنا من الداخل عبر إثارة خلافات ونزاعات داخلية تشتّت قدرات الدول العربية وتفتيتها الى دويلات في إطار ما يسمّى الشرق الأوسط الكبير.. لكننا واثقون من أن هذا المشروع لن يكتب له النجاح بفضل صمود ووعي الشعب العربي.