أثارت قصة اعتداء فرنسي على العلم التونسي في شركة «كاترينغ» أمس موجة من الردود على صفحات ال«فايس بوك» وتراوحت بين تأكيد الخبر والدعوة الى الاحتجاج اليوم أمام السفارة الفرنسية وبين مكذب للرواية أو معدّل لها وقيل بأن أحد العملة كتب مطالب المضربين على العلَم وعلقه قرب مكتب المدير الذي قام بنزعه عند قدومه وأعطاه لأحد العملة. وتواصل الأخذ والرد على الصفحات وتناقضت الاتجاهات بين الدعوة الى التصعيد ودعوات أخرى الى التريث والتحقيق وقالت احدى الصفحات «اين المرزوقي من حادثة تمزيق علم تونس ليس من طرف السلفيين هاته المرة لكن من طرف فرنسي يرفض تأميم شركة كاترينغ؟؟؟ اين الحكومة من حادثة العلم ام ان الخوف من ماما فرنسا يمنعنا ان نصنف هذا الخبر ضمن الممنوعات بتعلة عدم تعكير جو الديبلوماسية الثنائية بين البلدين؟؟؟ أين الاحزاب الفرنكفونية وأتباعها الذين سارعوا الى تكذيب الخبر الذي سيشوّه صورة ماما فرنسا في اعين التونسيين .. أمر يضعهم في احراج فالوطنية عندهم بالتصدي للمد الاسلامي لا باعتبار العلم مقدسا من المقدسات الوطنية!!! لكن اعجب لبعض السلفيين الذين صورهم الاعلام كاعداء للوطن يسارعون الى الالتحاق بركب المحتجين امام شركة «كاترينغ» الفرنسية.. فحب الوطن ليس شعارات بل افعال يامن تحيون ذكرى الاستقلال لتصفية صراعاتكم السياسية.. أين انتم؟؟». ومن جانب آخر قال أحد المتصفحين باحتراز شديد وخوف من التصعيد «اذا تأكّد خبر تمزيق العلم التونسي من قبل مدير شركة كاترينغ الفرنسيّة فالحكومة مطالبة بأخذ موقف رسمي واتخاذ اجراءات فورية لردّ الاعتبار الى سيادتنا الوطنية وتحمّل تبعات أيّ احتجاج ضدّ هذا التصرّف». وفي الاتجاه ذاته قال آخر «الردّ على اساءة فرنسي الى علمنا لا يكون بحرق العلم الفرنسي بل باللجوء الى القضاء ! ومن له اطلاع على عشرات القضايا التي أفلت فيها فرنسيون مقيمون في تونس من العقاب تحت نظام بن علي بمجرّد اتّصال موظّف تافه في السفارة الفرنسية بأيّ مسؤول تونسي يدرك أنّ محاكمة هذا القذر سيكون أمرا جللا !». وبدا جليا ان هناك صراعا سياسيا في هذه القضية أيضا ففي الوقت الذي سعت فيه عديد الصفحات الى تأكيد الخبر وتدعيمه بأدلة سعت صفحات أخرى الى نفيه والقاء اللوم على طرف سياسي بعينه ومما قيل في هذا الصدد «صفحات النهضة تزعم أن فرنسيا صاحب مصنع في تونس مزق العلم التونسي دون تنزيل فيديو أو صورة لذلك نحن الصفحات التونسية التقدمية نؤكد على: وبعد التدقيق مع عدة جهات نقابية واعلامية و أمنية بمطار قرطاج تبين لنا أن الخبر عار من.. الصحة وهو يدخل في اطار تصفية حسابات بين رجال أعمال تابعين لحركة النهضة وصاحب المصنع لارغامه على التنازل عن ملكية الشركة. نؤكد أن مثل هذه الاشاعات و تجييش الجهلة ومن لهم مدة قصيرة في «دومان الاسلام» عملية مكشوفة وستضر بالبلاد والعباد اقتصاديا وسياسيا مع دولة تعتبر الشريك الاقتصادي الأول لتونس. ندعوا الجميع لليقضة وكشف هذه الدعوات المشبوهة لقطع الطريق أمام تجار الدين». وفي تلك الأثناء سعت بعض الصفحات الى اكتشاف حقيقة ما جرى وقالت احداها «تلخيص لحادثة العلم؛ قام أحد العملة بكتابة رسالة قصيرة على العلم و تعليقه على لوحة اعلانات المؤسسة بالقرب من مكتب المدير الفرنسي... و عند وفود هذا الأخير قام بنزع العلم من اللوحة و مدّ به الى أحد العملة (لا رماه في الأرض ولا قطعو...). لذلك فان وجبت المحاسبة فمن الأجدر محاسبة الجاهل الذي قام بالكتابة على العلم و هو عمل يجرّمه التونسي...». وقالت صفحة أخرى تحت عنوان «توضيح حول قصة العلم» ان «عملة و اطارات تونس التموين محتجون منذ مدة لان الحكومة لا تريد تفعيل قانون 3 فيفري الذي بموجبه يتم الحاق هذه الشركة بتونس الجوية مثل ما كان عليه الحال قبل سيطرة الطرابلسية عليها». البارح كتب واحد من المحتجين فوق العلم التونسي: لتفعيل قرار 3 فيفري و علق العلم فوق باب الشركة فقام مدير الشركة الفرنسي بالقاء العلم أرضا. أنا شخصيا اقترح على الجميع ان نقوم بوقفة احتجاجية لطرد السفير الفرنسي و لتفعيل قانون 3 فيفري و تأميم هذه الشركة وهكاكة نكونو ردّينا الاعتبار للسيادة و للعلَم».