8 فيفري 58 كان يوم استشهاد أبناء الساقية بعد العدوان الغاشم للمستعمر الفرنسي على هذه المعتمدية الشهيدة وبعد 53 سنة من هذه الذكرى جاء دور الشهيدة خولة الوحيشي لتقدم بدورها حياتها فداء للوطن في ثورة الحرية والكرامة وكان ذلك يوم 19 فيفري 2011 حيث وقعت الجريمة النكراء في حق خولة وذلك أن الجريمة كانت منظمة وغامضة. «الشروق» اتصلت بعائلة الشهيدةخولة وحاورت شقيقها عقبة بن محمد بن عبد العالي الوحيشي الذي قال أن موت أخته كان جريمة خطط لها مسبقا فقد كان على مراحل. كانت أولها عندما تمّ تكوين اعتصام وهمي لجرها للحضور الى المطالبة بحقها في الترسيم بعملها الذي كانت تقوم به مدة 8 سنوات بوكالة النهوض والاستثمارات الفلاحية. وبعد التأكد من وصول الضحية الى محطة حي الخضراء بعد مهاتفتها مع حثها على جلب محفظتها وجمعها لجميع الوثائق اللازمة ليتم بعدها خطفها بسيارة حين نزولها من المترو والتوجه بها نحو عمارة بحي الخضراء قرب الاعتصام وتحتوي هذه العمارة على طابق أرضي مظلم وليس به إنارة ولا يوجد داخله آثار زجاج مكسر من يوم 14 جانفي 2011 وداخل هذا الكهف المرعب والمخيف تم اعداد قوارير حارقة وحرقها بها ليتم بعد ذلك سلبها وثائقها الهامة والخطير منها ما يدين أحد الموظفين في علاقة بالنظام السابق وذلك ما دفعه لاستغلال الفرصة خلال الثورة المجيدة وفي غياب أمني تام وواضح والذي كان بمثابة الشرارة الأولى لفقدان العائلة للشهيدة خولة الوحيشي التي كانت قدوة ومثالا يحتذى به لحبها للبلاد وعملها وجدارتها وثقتها وجرأتها التي أودت بحياتها. كما أشار السيد عقبة الوحيشي الى ان المشتبه به في مقتل الشهيدة عمد بعد الحادثة بليلة واحدة الى اقتحام مبنى الادارة الساعة التاسعة والنصف ليلا بعد رفض الحراس اعطاءه المفاتيح فدخل الادارة عنوة بعد أن خلع بابها والتوجه الى مكتب المرحومة للحصول على كل دليل يدينه إدانة كاملة. كما أشار السيد عقبة الوحيشي الى أن الطبيب الشرعي قد أكد أن الموت نتج عن حروق بنسبة 64 بالمائة وهو حسب تقديره موت مستراب كما أعلمنا أخ الشهيدة أنه قدم قضية للغرض بالمحكمة الابتدائية بتونس تحت عدد 19728 بمكتب التحقيق الثامن وهو وعائلته يطالبون بتقصي حقيقة موت أخته وليتحمل المجرم جزاء فعلته كما يطالب برد الاعتبار للعائلة وإدراج الشهيدة بقائمة شهداء الثورة وبالأساس محاسبة المجرم.