تعتبر ولاية سيدي بوزيد من أهم الولايات الواعدة في القطاع الفلاحي حيث يعتمد اقتصادها على الإنتاج الفلاحي أساسا.وقد تدعم هذا القطاع في السنوات الأخيرة باتساع الغراسات السقوية ذات الكثافة العالية حول الآبار العمومية والخاصة كما شهد إنتاج الثمار البدرية قفزة نوعية بفضل التقنيات الحديثة وأساليب الري المحكمة مما مكن من انتصاب مستثمرين ذوي كفاءات تقنية متميزة لاستغلال الموارد الطبيعية المتاحة من مناخ معتدل وتربة صالحة وموارد مائية ملائمة .
ولتفعيل تلك الموارد الطبيعية بالولاية تم وضع أهداف لمزيد تنمية القطاع الفلاحي لعل من أهمها توجيه النشاط الفلاحي نحوتحقيق الخطط الاستراتيجية المتعلقة خاصة بإنتاج الحبوب والأعلاف وزيت الزيتون وإنتاج البطاطا. كما تم تنويع المنتوج الجهوي الفلاحي بالمستغلات الفلاحية وتطوير الفلاحة البيولوجية وإدخال زراعات جديدة متأقلمة مع مناخ الجهة وإدخال التقنيات المقتصدة في مياه الري للمحافظة على الموارد المائية.كما تم تطوير الغراسات السقوية المكثفة وتنويعها وإدخال غراسات ذات ميزة تفاضلية من حيث الإنتاج المبكر والإنتاجية المرتفعة والقابلية على اقتحام الأسواق الخارجية مع تلبية السوق الداخلية ومن أهم هذه الغراسات نذكر أساسا العنب والخوخ والقوارص.
بالنسبة الى قطاع العنب فهو يمتد على مساحة جملية تقدر ب 550 هك منها 410 هك منتجة وتمسح الأراضي المغروسة اصنافا بدرية 300 هكتار نجد بها الأنواع التالية (اورلي سيدلاس سوبريور سيدلاس راد سيدلاس بلاك ماجيك) فيما تمسح المغروسة منها اصنافا فصلية حوالي 250 هك ومنها (موسكات ديتالي راد قلوب فيكتوريا) وأنواع أخرى . أما قطاع الخوخ فان مساحته الجملية تقدر ب 450 هك منها 310 هك منتجة وتغطي الاصناف البدرية 380 هك نجد اشهرها play gold 05 – play gold 10 – play gold 15 – flordastar – seville – play white 10 et 15 والاصناف الفصلية play gold 25 – ufo 2 – ufo 4 . فيما بلغ عدد اشجار القوارص اكثر من 30 الف اصل منتجة وحوالي 18 الف اصل فتية متوزعة على مساحة 200 هكتار ونجد منها القارص الطمسون الكليمنتين وأنواع أخرى. وتبقى الكميات الموجهة للتصدير دون المأمول واقتصرت على كل من السوق الفرنسية والايطالية وعلى سبيل الذكر وفي سنة 2011 لم تتجاوز الكميات 233 طنا من الخوخ و157 طنا برزقان فيما لم تتجاوز كميان العنب ال 20 طنا علما وانه لا تتواجد سوى محطة تصدير وحيدة مصادق عليها بمعتمدية الرقاب.
الصعوبات والعراقيل
من بين الصعوبات التي تعاني منها تلك القطاعات والقطاع الفلاحي عموما نقص اليد العاملة المختصة (تقليم وتوريق العنب...) وسوء التحكم في التقنيات الزراعية ( الاستعمال المكثف للاسمدة والأدوية والري ... ) علاوة على ارتفاع كلفة التركيز وايضا كلفة الانتاج ( الادوية ، الاسمدة ...) هذا الى جانب ظهور بعض الامراض مثل حشرة ال thrips على غراسات العنب وال crownqall على مشاتل العنب . وعليه فلا بد من العمل على تكوين يد عاملة مختصة وترشيد استعمال تقنيات الزراعات والحرص على حماية الصحة والمحيط مع العمل على مزيد التحكم في كلفة التركيز والإنتاج وتكثيف الغراسات الدرية والواعدة وذلك من خلال التوسع في مساحات الأشجار المثمرة المتأقلمة كالخوخ البدري والعنب البدري والقوارص والعمل على ضمان الجودة والرفع من المردودية ( تأهيل المستغلات).
وتبقى الدعوة موجهة إلى اصحاب المستغلات الفلاحية للتنظم في إطار مجامع تنموية مع السعي لتركيز منصات تصدير وفق المواصفات العالمية ودون التغافل على مراقبة الشتلات خاصة الموردة منها .