اندلعت أمس اشتباكات عنيفة بين شبان فلسطينيين وقوى أمنية اسرائيلية في مظاهرات لإحياء يوم الأرض على حاجز قلنديا العسكري والقدسالشرقية وغزة أسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة أكثر من 300 آخرين.
انطلقت صباح أمس مظاهرات من مختلف المحافظات الأردنية لإحياء الذكرى السنوية ال36 ليوم الأرض في ما سمّي ب«المسيرة العالمية».
وقد وصل المشاركون الأردنيون في فعاليات يوم الأرض تباعا الى بلدة الكفرين الواقعة في منطقة الأغوار الوسطى.. وهي أقرب نقطة جغرافية لمدينة أريحا الفلسطينية وسط انتشار أمني كثيف نفذته القوى الأمنية الأردنية وقوات مكافحة الشغب فيما تواجدت سيارات الاسعاف تحسّبا لأي طارئ.
وشارك في المظاهرة آلاف من الأردنيين والفلسطينيين إضافة الى 250 متضامنا من أكثر من 80 دولة حول العالم إضافة الى 6 متضامنين من منظمة «فاطوري كارتا» اليهودية المناهضة للصهيونية حيث رفعوا يافطات تقول «نحن اسرائيليون ولسنا صهاينة». وحمل المتظاهرون لافتات تدعو الى تحرير القدسوفلسطين من الاحتلال الاسرائيلي وأخرى تدعو الأنظمة العربية الى اتخاذ موقف صارم من اسرائيل.
ودعا المراقب العام للاخوان المسلمين في الأردن همام سعيد في كلمة له الى تحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي الغاشم وهاجم الأنظمة العربية بلا استثناء مطالبا بقطع العلاقات العربية مع اسرائيل.
وعلى هامش المظاهرة حصل اشكال بين مجموعة من المتظاهرين الذين حاولوا إنزال علم الثورة السورية ورفع العلم السوري مكانه مرددين هتافات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد غير أن المنظمين تصدّوا لهم وأبعدوهم عن مكان المظاهرة. وعلى حاجز قلنديا العسكري شمال القدس اشتبكت مجموعة من الشبان الفلسطينيين مع جيش الاحتلال الاسرائيلي وأحرقوا الاطارات المطاطية بينما أطلق الجيش الاسرائيلي الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.
وقالت مصادر صحفية إن الجيش الاسرائيلي بدأ في استخدام جهاز «انطربان» الذي يطلق مياها عادمة لتفرقة المتظاهرين وقد أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن اصابة 30 فلسطينيا من استنشاق الغاز. من جهته قال متحدث عسكري إن المتظاهرين قاموا بإلقاء الحجارة وإحراق الاطارات، مشيرا الى اعتقال عدد من المتظاهرين، ووضعت الشرطة الاسرائيلية أمس الأول في حالة تأهب. وقالت مصادر صحفية إن الشرطة الاسرائيلية انتشرت بكثافة داخل القدسالشرقية وأغلقت مداخل بلدات العيسوية والطور ووادي الجوز. وذكرت المصادر أن النائبين السابقين واصل طه وعبد المالك دهامشة والشيخ كمال خطيب من الحركة الاسلامية كانوا من بين المشاركين في المسيرة.
وطمأن مسؤولو الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية نظراءهم الاسرائيليين بأنهم يعملون على ضمان سيطرة أجهزتهم على مجريات الأحداث الميدانية وعدم السماح بانزلاقها الى مظاهر عنيفة. وفي لبنان وبالرغم من الحواجز العسكرية التي نصبها الجيش اللبناني لمنع وصول المتظاهرين الى المناطق الحدودية فقد استطاع ما يقارب الألف متظاهر الوصول قبالة بلدة «المطلة» حسب المصادر الاسرائيلية. وفي تصور متصل فرضت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس حصارا على بلدة كفر قدوم شرق قلقيلية وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة ومنعت المواطنين من الدخول إليها أو الخروج منها.