عرف عن الحاج هاشم محمد الرجب الذي يعد من أبرز عازفي آلة السنطور في العراق اهتمامه بشؤون الموسيقى عزفا وبحثا فضلا على كونه من الشخصيات البغدادية المهتمة بالمقام العراقي وفنونه، وقد صدر له مؤخرا عن دار الشؤون الثقافية العامة كتاب «من تراث الموسيقى والغناء العراقي» يتألف من ثلاثمائة وست وسبعين صفحة من القياس الكبير تجمع ثلاثة فصول موسعة يضم كل واحد منها مجموعة مباحث مصغرة يعرضها المؤلف على شكل عناوين فرعية تتناوب على مناقشة مجموع القواعد واللوازم والظواهر الفنية والحياتية التي أسست لتاريخ المقام العراقي. فصل الكتاب الأول يفتحه المؤلف بالحديث عن امواجب (الاصابع الست) التي يرى أن الباحثين قد أهملوا درساتها والتعريف بها على الرغم من أهميتها للموسيقيين ولدارسي فنون الموسيقى والمعنيين بشؤونها ثم يعرف بالالات الموسيقية التي كانت تستعمل في العراق خلال مدة الحكم المغولي وأنواع السلالم الموسيقية العربية، ذاكرا سلم اسحاق الموصلي وسلم الكندي وسلالم الفارابي وابن سينا والكاتب والارموي البغدادي، كما يقدم تعريفات وشروحات توضيحية للمصطلحات الموسيقية العربية القديمة. وفي الفصل الثاني يبحث الرجب في المقام العراقي من حيث تسلسل ظهور المقامات وأنواعها الرئيسية السبعة وموجبات قراءة كل منها وأصوله ثم يعرف بالايقاعات الموسيقية التي جرى استحداثها مع المقامات في المناسبات أوحسب أوامر ورغبات السلاطين. وفي هذا الفصل أيضا توضيح لمجموعة الأوزان التي تصاحب موسيقى المقامات وكيفية تدوين الايقاعات عند العرب مع مراحل تطورهاوطبقات قراءة المقام معتمدا نماذج من مدونات اشارية لعدد من أنغام المقام وجداول بيانية توضيحية، يقدم بعدها وصفا لمقاهي بغداد التي كانت ملتقيات لقراء وهواة المقام في القرن العشرين. أما الفصل الثالث فإن مادته تتنوع في بحوثها ومراجعاتها بين الفنون الغنائية والموسيقية وقصائد الشعر التي يختارها قراء المقام أو المطربون، فيعترف القارئ الى أسرار وخفايا الموالات والبستات وشعر الدرامي الشعبي والمربع والكسلة والأهازيج التي تقرأ عند الزيارات الدينية بمصاحبة الدفوف.