كم كانت غبطتي كبيرة وأنا أقرأ خبرا بجريدة «الشروق» عن حملة لمقاومة الكلاب السائبة في احدى جهات البلاد من طرف رجال الأمن. فرحت وسررت وسعدت بنجاح الحملة نجاحا باهرا
حسب كاتب الخبر وازدادت غبطتي كبرا وأنا أقرأ بنفس الصفحة نتائج حزم رجال الأمن الذين تطمئن لهم قلوبنا وترتاح لهم في حملة لمقاومة الأناس السائبة في جهة أخرى.
الحملتان تشتركان في مقاومة ما يشترك فيه هؤلاء السائبون بشرا كانوا أم كلابا وهو الغدر والنهش وتلذذ الجيفة والنبش في كل ما هو عفن ونتن والعيش منه وفيه. الحملتان محمودتان ولكن إيماني بمقاومة المتسيبين من البشر أولى من مقاومة الكلاب السائبة على اعتبار أن الكلاب السائبة مرشحة للموت إذا ما تواصل تسيّب الأسعار المسعورة السائبة والتي تنبئ بانقراض ما يؤكل في المزابل لندرة المأكول في قفة المستهلك المسكين الذي قد يلجأ في هروبه من الأسعار السائبة وحتى الأسعار المربيّة في دهاليز المضاربة والاحتكار الى أخذ أحد هذه الخيارات الثلاثة. إما أن يموت جوعا أو يأكل لحمه أو أن يأكل العشب في الربيع والقش والهشيم في الصيف وأوراق الخريف في الخريف ويدفن نفسه في الشتاء مع الضفادع والحلزون أو يشترك مع دود الطين في أكل الطين.
جميلتان رائعتان هامتان الحملتان ولكن الأجمل والأروع والأهم تبقى مقاومة العقول السائبة والأحزاب السائبة والجمعيات السائبة والقرارات السائبة والتصريحات السائبة والمواقف السائبة والأفعال السائبة، قبل أن يصبح الوطن ذاته سائبا.