يرتبط اسم مدينة بوسالم من ولاية جندوبة بقبيلة «أولاد بوسالم» التي سادت في المنطقة في الفترتين القديمة والمعاصرة ولكن هذه المدينة ظلت تحمل اسم «سوق الخميس» من تاريخ تأسيسها الى بداية النصف الثاني من القرن العشرين (سنة 1966). ورغم أن مدينة بوسالم حديثة لكن الثابت أن المدينة ارتبطت بتاريخ الجهة فالدلائل الأثرية اقرت بتواجد انسان ما قبل التاريخ في الجهة منذ العصور الحجرية ولعل ما نجده من آثار لانسان فجر التاريخ في جبال بلطة (كانت تابعة لبوسالم) يؤكد فرضية تواجد الانسان البدائي في هذه المنطقة وقد زاد في الفرضية تأكيدا ثراء السهول بجهة بوسالم فمنذ القرن الثالث قبل الميلاد تحولت هذه السهول الخصبة الى الممتلكات القرطاجية وتواصل ذلك الى حدود سنة 150ق.م حيث قام ماسينسان بهجوم على أطراف غرب المملكة القرطاجية واسترجع أراضي أجداده ومنها سهول بوسالم وتواصل الحكم النوميدي الى منتصف القرن الأول ميلاديا وتأكدت عراقة هذه المدينة في التاريخ بتأسيس روما الولاية الرومانية بالبلاد ولا تزال النقيشة العالمية المعروفة تحمل اسم «سوق الخميس» ودخلت بوسالم في الخريطة الجغرافية للامبراطورية الرومانية بعد انشاء الطريق الرابطة بين قرطاج وعنابة مرورا ب«مبرصا» (مجاز الباب) وبلاريجيا وشمتو. وغابت بوسالم في العصر الوسيط فلم تذكر عنها المصادر التاريخية شيئا بسبب التراجع الاقتصادي للجهة حيث تحولت الطرق الاستراتيجية نحو الوسط وخاصة القيروان ولم تعد الجهة للأحداث الا في الفترة الحديثة حين توافدت عديد القبائل على الجهة لتستقر في سهول بوسالم وبرز دور الجهة أكثر في الفترة المعاصرة بعد انجاز الخط الحديدي الرابط بين تونس العاصمة وغار الدماء وعرفت سهول بوسالم أول معركة ضد المستعمر الفرنسي بتاريخ 30 أفريل 1881 ومثلت أولى محطات المقاومة الوطنية وبعد ذلك تغلغل الاستعمار الفرنسي واستقر المعمرون الفرنسيون وتكثف الاستغلال الزراعي للسهول وقد احتاج هؤلاء الى مدينة تؤمن حاجياتهم وتقدم لهم الخدمات الضرورية فنشأت مدينة بوسالم من النواة وهي محطة القطار وبتطور النسيج العمراني أصبح من الضروري احداث هيكل يعنى بالمدينة ويواكب التحولات فكان أن تأسست بلدية بوسالم بتاريخ 25 جويلية 1905.