بالتوازي مع أيام الشارقة التراثية، احتضنت إمارة الشارقة في دولة الامارات العربية المتحدة ملتقى الشارقة للخط في دورته الخامسة الذي تنظمه دائرة الثقافة والاعلام. هذا الملتقى الذي حمل هذا العام اسم «كون 2012» جمع بين المعارض والورشات والندوات الفكرية والعروض البصرية، وشارك فيه مبدعون من دول عربية وأجنبية وتحديدا من المغرب ومصر واليابان والولايات المتحدةالأمريكية.
معارض الحروف
من المعارض المشاركة في الملتقى نجد المعرض الجماعي «فنون يابانية» للفنانين إيمادا توكودو، وتيكزاوا جيوكوري، وهايا شيدا سويريو وميكامي كينسوي، الذين تشكل أعمالهم بالحروف اليابانية وحدة إبداعية متجانسة تبرز القيمة الفنية للمبدعين اليابانيين. أيضا معرض الفنان التشكيلي الأمريكي «ايبون هيث»، الذي يمتاز بأعمال تركيبية صاغها الفنان من أحرف انقليزية.
ومن المعارض العربية، نذكر معرض الفنانة المغربية للا السعيدي التي استغلت ووظفت الحرف العرفي لاكساء الأجساد البشرية وهو جهد أفرز لوحات غاية في الادهاش والجمالية الفنية. كما نذكر أيضا معرض الفنانة التشكيلية المصرية مروة عادل التي شكلت لوحاتها من خلال الصور الفوتوغرافية التي أبرزت قدرة الفنانة في توظيف هذه التقنية في تعاملها وتفاعلها مع الوجوه والأجساد البشرية.
وفي الملتقى أيضا معارض أخرى من المغرب للفنانين نورالدين ضيف اللّه ومحمد الميموني، الأول ركز في أعماله على الهوية العربية أما الميموني فكان محور لوحاته الكون والفضاءات البصرية.
ندوة وتوصيات
الى جانب هذه المعارض تضمن برنامج ملتقى الشارقة للخط مجموعة ندوات فكرية منها ندوة «كونية الحرف» التي نظمتها إدارة الفنون بدائرة الثقافة والاعلام في متحف الشارقة للحضارة الاسلامية.
وشارك في هذه الندوة الدكاترة أشرف عباس والسيد القماش من مصر، والدكتور جمال نجا من لبنان، والدكتور عبد الكريم السيد من فلسطين والدكتور عمر عبد العزيز من اليمن والدكتور عد اللّه عطار من السعودية والدكتور حسن موسى من السودان إضافة إلى خوسيه ميغال من اسبانيا ومجموعة من الفنانين التشكيليين مثل ثائر الأطرقجي من العراق ومحمد مهدي حميدة من مصر وغازي انعيم من الأردن.
وقد أوصى المشاركون في اختتام أشغال الندوة بضرورة نشر الأبحاث المشاركة في كتاب مختص، وتعميق الدراسات الخاصة بتطوير الحرف العربي ضمن البرامج الرقمية. ومن التوصيات أيضا تعميق الصلة مع الباحثين الأجانب ومدّ جسور التواصل مع المؤسسات الخارجية، كذلك العمل على تبني وإنتاج معجم يضم الأعمال الخطية وأبرز المبدعين في مجال الخط العربي، والعمل على اعادة الاعتبار الى الخط العربي في المؤسسات التعليمية والدعوة الى إدراج الخطوط ضمن مناهج التدريس في المعاهد والكليات. جلسة وفرشاة
الى جانب هذه الندوة وضمن فعاليات ملتقى الشارقة للخط، احتضن رواق الشارقة للفنون جلسة فكرية حول كتاب «ديوان الخط العربي في مصر» للباحث محمد حسن اسماعيل من مكتبة الاسكندرية، وذلك بحضور الأستاذ هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والاعلام وثلة من ضيوف الملتقى.
وخلال هذا اللقاء قدم الباحث عرضا وافيا حول الظرف الاجتماعي والسياسي الذي انعكس بوضوح في الأعمال الخطية والمرسومات، اضافة الى الرقاع الخطية المنسوبة الى عهد محمد علي وأسرته الحاكمة في مصر حتى عام 1952. كما تطرق المتدخل الى الرسائل الأميرية وابتكار أنواع جديدة من الخط العربي على غرار الخط المعروف باسم (خط التاج). كما تعرض الى أشهر الخطاطين في تلك الحقبة من تاريخ مصر مقدما لأهم أعمالهم الخطية.
كما شهد الملتقى تنظيم ورشة فنية بعنوان «الفرشاة الكبيرة» أشرفت عليها مجموعة الفنانين اليابانيين المشاركين في الملتقى واحتضنتها قناة القصباء، وقد اهتمت الورشة بانتاج عدد من اللوحات التشكيلية من خلال استعمال فرشاة كبيرة الحجم، وقد شارك في الورشة جمع من المواطنين والفنانين، وكل حرك الفرشاة كما يرى. فكانت النتيجة مذهلة وخلابة.