رغم أنه لم يعد يفصلنا عن انطلاق الكأس الافريقية سوى يوم واحد فإن العديد من الرياضيين مازالوا يجهلون التشكيلة الاساسية التي ستواجه غدا المنتخب الرواندي ولا أدل على ذلك من التغييرات التي شهدتها التشكيلة بين المقابلتين الوديتين ضد البينين. ذلك أن المدرب روجي لومار أبى الا أن يحيط التشكيلة بهالة من الغموض وقد يكون وراء ذلك حرص منه على اخفاء أوراقه في هذه الفترة التي تسبق انطلاق الدورة لا سيما أن المقابلتين تم بثهما على الفضائية. ورغم هذا التكتم، فإن التشكيلة بالامكان معرفتها اعتمادا على عدة معطيات. ففي الدفاع بدت نية الاطار الفني واضحة في منح الثقة للشاب وأصغر لاعب في المنتخب كريم حي لشغل خطة ظهير أيمن وهو اختيار أملته الظروف الصحية التي يمر بها أفضل لاعب في هذه الخطة حاتم الطرابلسي. وفي الجهة اليسرى فإن الاطار الفني فضل الخبرة على الطموح بالتعويل على خوزي كلايتون فيما يحافظ محور الدفاع على تركيبته العادية بالثنائي بدرة الجعايدي. وفي وسط الميدان، يظهر جليا حرص الاطار الفني على الاعتماد على ثلاثة لاعبين في خطة وسط ميدان دفاعي وهم كريم النفطي ورياض البوعزيزي وعادل الشاذلي. فيما ستعهد خطة صانع ألعاب الى سليم بن عاشور ولعل ما شجع المدرب على التعويل على هذا الأخير عودته الى تشكيلة باري سان جرمان وهو عامل من شأنه أن يلجم الأصوات التي كانت تعارض اقحام هذا اللاعب في التشكيلة. وهذا التمشي من نتائجه «التضحية» باللاعب محمد الجديدي وهو ما يعني آليا الاعتماد على مهاجمين وهما زياد الجزيري ودوس سانتوس أي أن الطريقة المتوخاة ستكون 4 3 1 2 التي هي احدى الخطط التي عرف بها لومار ويحبذها. وتبعا لذلك تكون التشكيلة على النحو التالي: بومنيجل حي كلايتون بدرة الجعايدي بوعزيزي النفطي عادل الشاذلي بن عاشور الجزيري دوس سانتوس. أسلوب دوس سانتوس ولعل الذين تابعوا اللقاء الودّي الأخير ضد البينين وقفوا على أسلوب دوس سانتوس في اللعب وهو أسلوب يتسم بالحيوية والتحرك في مناطق مختلفة من الميدان (الى الوراء وعلى الطرفين) وطلب الكرة في المساحات الفارغة وتنويع اللعب وهي ميزات تتطلب لاعبين قادرين على التكيف والتناغم معها. وفي هذا المجال لا نرى لاعبا غير سليم بن عاشور قادرا على القيام بهذا الدور وهو ما يجعلنا لا نتردد في القول أن اختيار بن عاشور في خطة صانع ألعاب صائب الى أبعد الحدود وبذلك يكون روجي لومار قد استجاب الى احدى الخصال الهامة التي يجب أن تتوفر في المدرب ونعني بذلك حسن التصرف في الرصيد البشري بكيفية يتم فيها مراعاة عنصر تناغم اللاعبين في ما بينهم.