تم الاثنين الماضي لأول مرة انتخاب تونس لعضوية الحركة العالمية من أجل الديمقراطية وذلك في أعقاب اجتماع اللجنة التوجيهيّة للحركة التي احتضنته بلادنا. ويمثل تونس في هذه الحركة رئيس مركز دراسة الاسلام والديمقراطية رضوان المصمودي. وقد صرّح السيد المصمودي ل«الشروق» على هامش ندوة صحفية نظمها أمس ممثلون عن الحركة العالمية من أجل الديمقراطية بالعاصمة تونس أنّ انفتاح تونس على هذه الحركة ومن ورائها الآلاف من المنظمات الداعمة للديمقراطية في عدد من الدول سيسمح بالاستفادة من تجارب الآخرين مؤكدا أن اسقاط ديكتاتور أسهل من بناء الديمقراطية.
وقال المصمودي «يحتاج البناء الديمقراطي الى الخبرة من هنا جاءت فكرة التعاون مع الحركة العالمية من أجل الديمقراطية وقد نسقنا اجتماعا لممثليها مع حوالي 45 شخصية تونسية من سياسيين، من الحكومة ومن المعارضة، ومن ممثلي مجتمع مدني للتباحث حول الصعوبات التي يواجهها الانتقال الديمقراطي في تونس وكان الاتفاق حول ضرورة تعميق الحوار الوطني فالدكتاتورية لم تعوّدنا على الحوار من قبل وبالتالي التحدي الذي نواجهه هو كيف نتوحد».
وردا على سؤالنا حول الخطوة القادمة التي ستقوم بها الحركة ما بعد الاستماع الى ساسة تونس وممثلي مجتمعها المدني قال المصمودي «ستصدر بيانات وتقارير وسيتدارسون كيفية مساعدة تونس حول مسائل اصلاح القضاء والاعلام وغيرها وشخصيا أسعى لجعل تونس تحظى بالأولوية لدى الحركة لأن نجاح تونس ضروري ليس للتونسيين فحسب بل للعرب جميعا والنموذج التونسي مرشح للنجاح الديمقراطي وعلينا البحث حول توفير سبل ضمان هذا النجاح».
من جهتها قالت الوزيرة الأولى السابقة لكندا «كيم كامبال» إن اللقاء الذي جمع ممثلي الحركة مع شخصيات تونسية سياسية وناشطة في المجتمع المدني كان مهما من أجل تبادل الأفكار والتحاور حول الانتقال الديمقراطي. وعبّر ممثلو الحركة عن تفاجئهم من تسارع الأحداث في تونس إذ اشار «كافي شونغكيتفورن»، صحفي تايلاندي، أن ما يحدث في تونس يتطلب عقودا في دول أخرى «ففي بلدي مثلا والتي دخلت كتاب غاينس للأرقام القياسية بسبب عدد الانقلابات والبالغة 17 انقلابا مازلنا ننتظر نتائج ديمقراطية التي انطلق ارساؤها منذ 1938».
وتحدث ممثلو الحركة عن دور الجيش التونسي مؤكدين أن «حياد الجيش في الثورة وعدم تدخله المباشر أعطى شحنة معنوية للشعب لينجز الثورة» مشيرين الى أن تجارب أخرى مشابهة في اندونيسيا والفيليبين مثلا ظلّت مداها ولم ينجز المسار بهذه السرعة التونسية. وذكر ممثلو الحركة أنهم يحاولون تقاسم التجربة مع التونسيين والادلاء بدلوهم في تجربة الانتقال الديمقراطي.