كلما اقترب شهر رمضان زادت هواجس المواطن البسيط من تواصل انفلات الأسعار بشكل غير مسبوق لم تفلح معه محاولات الحكومة لترشيدها والتخفيف من حدتها بالتوريد تارة وبتسيير حملات مراقبة أحيان أخرى.
ارتفاع الاسعار ساهمت فيه أطراف عديدة وعوامل طبيعية واجتماعية واقتصادية وأمنية وزادت في تعميقه ظروف اقليمية وسلوكيات انانية مستكرشة تبحث عن المصلحة الفردية بقطع النظر عن الاسلوب والنتائج فبعد الثلوج والعواصف والفيضانات جاءت عمليات التهريب الواسعة لتفرغ السوق المحلية من منتوجاتها. حرس الحدود والديوانة أوقفوا في أكثر من مناسبة عمليات تهريب لكميات كبيرة من المنتوجات الفلاحية والمواد الأساسية المدعومة كانت في طريقها الى القطر الليبي خلسة تاركة وراءها نقصا فادحا في الاسواق الداخلية استغلته بعض الاطراف للتلاعب بالأسعار ورفعها فارضين سياسة الأمر الواقع على المواطن. وقد أعلن وزير التجارة والصناعات التقليدية مؤخرا عن تكوين لجنة على مستوى رئاسة الحكومة ستقوم بمتابعة ومراقبة تطوّر أسعار المواد الغذائية بالتنسيق مع مختلف الوزارات والهياكل المعنية بعد ان أصبح تدخل الدولة أكثر من ضروري لتحديد أسعار بعض المواد والتحكم في ارتفاعها المشط خاصة ما تعلّق منها بالمواد الغذائية الأساسية عبر توريد بعض المنتوجات الفلاحية التي شهدت ارتفاعا غير مسبوق كالبطاطا والفلفل والطماطم والبصل ودعم السوق المحلية بكميات من اللحوم الحمراء المستوردة. هذه المحاولة لم تؤت الى حد الآن أكلها نتيجة تعنت عديد المتدخلين في هذه القطاعات ورفضهم توزيع هذه المنتوجات الموردة بتعلات مختلفة أغلبها واهية بما جعل الوزارة تلتجئ الى توزيع هذه المنتوجات في المساحات التجارية الكبرى ولكنه حل منقوص ولا يشمل الا بعض المدن في حين تبقى القرى والأرياف تتخبط في حلقة مفرغة يرمي فيها كل طرف المسؤولية للطرف الآخر. وحتى فرق المراقبة الاقتصادية لمختلف مسالك التوزيع بالجملة والتفصيل والأسواق البلدية التي تحركت بعد سبات دام سنة كاملة وجدت أمامها أكثر من صعوبة بين الخوف من ردة الفعل وغياب الاستقرار الاجتماعي وقلة الحماية الأمنية ومع ذلك تم رفع عديد المخالفات الاقتصادية المتعلقة بنزاهة وشفافية المعاملات التجارية خاصة ما تعلق منها باللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك والخضر والغلال عبر الترفيع في الأسعار او عدم اشهارها. ميزانية رب الأسرة فقدت بوصلتها وانخرمت من كثرة المصاريف وارتفاع الأسعار وكل الأمل أن تستعيد هذه الميزانية بعض توازناتها قبل أن يهل شهر رمضان لارتباطه في المخيال والعادة بكثرة المصاريف وإن عبر الاقتراض.