لم يستجب معتصمو التلفزة الوطنية الى قرار وزارة الداخلية بفكّ الاعتصام وإنما قرّروا تعليقه الى أجل غير مسمّى. المعتصمون الذين فضوا 54 يوما بالمكان توعدّوا بالعودة إذا «لم تستجب التلفزة الى مطالبهم». جاء ذلك في الندوة الصحفية التي عقدها المعتصمون صباح أمس أمام مقر مؤسسة التلفزة الوطنية.. وبعد أن أسفرت مفاوضات أول أمس مع وكيل الجمهورية عن فكّ الاعتصام أمس على الساعة الثانية بعد الظهر، أكد المعتصمون أنهم سيعودون إذا لم تتمّ الاستجابة الى مطالبهم بتطهير مؤسسة التلفزة الوطنية من أزلام النظام السابق، وضمّ بعض الثوار على حدّ تعبيرهم الى أسرة الوطنية. تشنّج وقد غلب التشنّج على الحوار القائم بين المعتصمين والصحفيين وعمد البعض الى نعت الاعلاميين بالكذب في حين زعم المعتصمون أن هؤلاء لا ينتمون إليهم، إلا أن تلك الوجوه شهدت معهم أيام الاعتصام. وحول فكّ أو تعليق ا لاعتصام قال الناطق باسم المعتصمين أنهم لم يتشاوروا مع أي أحد ولم يطلب منهم أحد مغادرة المكان وإنما قرار تعليق الاعتصام صادر عن خليتهم وبمحض إرادتهم. هذه التصريحات تأتي من باب حفظ ماء الوجه لأن قرار وزارة الداخلية بإمهالهم 24 ساعة كان واضحا وصريحا. توعّد بالعودة وقد تمّ صباح أمس رفع الخيمة التي اتخذها المعتصمون مسكنا لهم طيلة 54 يوما، إلا أن المعتصمين توعّدوا بإعادة تركيزها من جديد إن لم تستجب التلفزة الوطنية الى مطالبهم، وأكدوا أن اعتصامهم شرعي وأنهم في مواجهة مع أزلام بن علي لا مع شرفاء التلفزة الوطنية وزعموا أنهم أناس «لا تشترى ولا تباع ذممهم» وأضافوا أنهم لن يتراجعوا عن مشروعهم في تطهير الاعلام على حدّ تعبيرهم وأن التحرّك في الأيام القادمة سيكون على نطاق أوسع مع تشريك الولايات في الاعتصام. وقالوا إن الخطوة القادمة في تطهير البلاد من أزلام بن علي سوف تنطلق من وزارة الداخلية ثمّ تطهير سلك القضاء على حد زعمهم. قضايا ضد التلفزة وذكر المعتصمون أنهم رفعوا قضايا ضد التلفزة التونسية وهي الادّعاء بالباطل وإلغاء المعلوم وقضايا فردية أخرى. وعن النتيجة التي توصّلوا إليها بعد 54 يوما من الاعتصام قالوا إنهم استطاعوا أن يؤكدوا للعالم بشاعة أزلام بن علي هذا حسب رأيهم وتحليلاتهم الخاصة. المعتصمون أظهروا استياءهم من تصرّفات بعض النواب في المجلس التأسيسي وزعموا أنهم حضروا أمام مؤسسة التلفزة لتحريض الصحفيين ضد المعتصمين. وفي إجابة عن سؤال التعريف بأنفسهم وبمستواهم العلمي أجاب أحد المعتصمين «أنا مقاول» واكتفى بذلك. هؤلاء إذن يريدون تطهير الاعلام وتعليمه أخلاقيات المهنة وتقنياتها، بالأمس علّقوا الاعتصام وهم يتوعّدون بالعودة واليوم ما هي الاجراءات والقوانين الجذرية والصارمة التي ستتخذها الحكومة لحماية المؤسسات الاعلامية والصحفيين من الاعتداءات المتكرّرة وغير المبرّرة؟