مفاجأة سيئة كانت في انتظار الفنان سامي يوسف ومنظمي حفله أمس الأول بقاعة الرياضة برادس... الجمهور لم يكن في الموعد والقاعة كانت شبه خالية!! حفل الفنان سامي يوسف الأول في تونس لم يستقطب الجماهير المنتظرة رغم الحملة الاعلامية والدعائية التي قام بها المشرفون على السهرة على امتداد أشهر واستعملت فيها كل الوسائل والمحامل الاعلامية، من صحف وإذاعات وقنوات تلفزية ومعلقات إشهارية. صدمة من كان يتصوّر ان لا يقبل الجمهور التونسي على حفل فنان بيعت ألبوماته بملايين النسخ، واستقطب عشرات الآلاف من المتفرجين في حفلاته العالمية في لندن وغيرها من العواصم عبر العالم؟! الصدمة كانت كبيرة بالنسبة الى منظمي الحفل ولأحباء سامي يوسف صاحب الشهرة العالمية. باعتقادنا إن أسعار التذاكر المرتفعة هي السبب الرئيسي في عزوف الجمهور التونسي على هذا الحفل، وقد أخطأ منظمو الحفل في تحديد مبلغ 30 و40 دينارا كأسعار للتذاكر، خصوصا ونحن نعلم الظروف الاقتصادية السيئة للعائلة التونسية وتدهور قدراتها الشرائية. هذا الى جانب موعد الحفل الذي أتى في نهاية الشهر وقبل ان يتحصل الأجراء على مرتباتهم كذلك تحديد الجمعة لإقامة السهرة يتعارض مع عادات التونسي الذي ألف السهر في أمسيات السبت. وهذه النقطة بالذات جديرة بالاهتمام باعتبار أننا لاحظنا ان الحفلات والتظاهرات أو بعضها أصبحت تقام في أمسيات الجمعة فهل هو تمهيد لتصبح «الجمعة» يوم إجازة في تونس؟ الحفل بعيدا عن غياب الجمهور والمسائل التنظيمية يمكن القول إن الجانب الفني والجمالي في الحفل كان متوفّرا. فقد وفّر المنظمون كل ما هو مطلوب تقنيا لحفل فرجوي وخاصة على مستوى الإنارة التي وظفت بشكل حرفي وأعطت للحفل بعدا جماليا قل أن شاهدناه في حفلات المطربين العرب. هذا فضلا عن جمال صوت الفنان وقدراته الغنائية الممتازة فقد برهن سامي يوسف من خلال أدائه لمجموعة كبيرة من أغاني ألبوماته كألبوم «المعلم» وألبوم «أمتي» وألبوم «أينما تكون» أنه فنان استثنائي في طبيعة ما يقدمه من أعمال ذات أبعاد انسانية، وأيضا في حرفيته وما يتوفّر لديه من تقنيات ممتازة في الأداء، هذا فضلا عن جمال صوته وتفرد نوعية موسيقاه التي تندرج ضمن نمط «السيريتيك». يمكن القول إن الحفل الأول في تونس للفنان سامي يوسف كان رائعا فنيا لكنه عجز على استقطاب الجماهير التونسية.