«العنصل»، «هنشير العرائس»، «هنشير حمد»، «هنشير السماوي»، «السليسلة» وغيرها كثير .كلها مناطق أثرية بجهة سيدي علي بن عون - تشهد على عراقة وثراء المخزون الثقافي لهذه الربوع ولم تلق الاهتمام والبحث والتدقيق والعناية من طرف أهل الاختصاص. هذه المعالم الأثرية التي تحوي عديد الحفريات والمغاور التي نهبت أجزاء منها في عهد المخلوع . وعلى مقربة من بلدة سيدي علي بن عون وباتجاه الجنوب الشرقي يوجد « هنشير السماوي « وهي ربوة شيد أسفلها ماجل أوفسقية صغيرة شبيهة بفسقية الأغالبة بالقيروان .تدل على قدم هذا المعلم التاريخي الهام وتروي تاريخا لا يزال مطمورا وينتظر الاستغلال. وبالرجوع إلى المصادر التاريخية التي تناولت البحث والتدقيق والتنقيب عن ماضي هذا الأثر نجد أن المؤرخ حسن حسني عبد الوهاب ذكر في كتابه «ورقات من الحضارة الإسلامية الإفريقية « أن العديد من الرحالة العرب أمثال ابوعبيدة البكري في كتابه» المسالك والممالك « وابن حوقل وياقوت الحموي في كتابه «معجم البلدان» وابن رسته في كتابه «الأعلاق النفيسة» وغيرهم . أجمع جلهم على أن هناك مدينة كانت تقع على الربوة المجاورة للفسقية كانت تسمى ب« المذكور» التي يسميها احد المؤرخين باسمها الروماني «madarcima»التي لا تزال اثارها بادية الى الان. ويرى حسن حسني عبد الوهاب أن هذه المدينة ظهرت ما بين القرن الثالث والرابع للهجرة واحتلت مكانا متميزا وأصبحت في فترة من الفترات عاصمة لاقليم» قيمونية « - جهة سيدي بوزيد حاليا -بعد سفيطلة. وكانت تجمع أجناسا مختلفة من العرب والبربر والرومان وكانت رمزا للتعايش السلمي الذي عرفته المنطقة. ويذكر أن تسمية «ماجل السماوي» والأصل «السيفاوي» حسب ما تؤكده الكتابات التي خطت على احد جدرانه جاءت نسبة إلى احد أعيان المنطقة في الفترة الحسينية والذي قام بترميم هذا المعلم التاريخي الذي شيد في مكان لا ماء فيه فتم ربطه بمنطقة «العنصل» التي تقع أسفل جبل الساهلة والتي تتميز بكثرة عيونها بحنايا صغيرة تنقل الماء إلى الماجل المذكور والتي تسمى عند أهالي الجهة ب«السليسلة» وتمتد إلى أكثر من 15كلم ومنه يروى البشر والغرس والحيوانات . ومن هذه الفسقية تنطلق حنايا أخرى باتجاه «هنشير العرائس» الذي يبعد أكثر من 10كلم باتجاه الجنوب. كل هذه المعالم الأثرية تستحق مزيدا من البحث والاهتمام حتى لا تبقى ضحية الإهمال والنسيان .