المرأة الريفية ربة البيت التي تكافح وتصارع للتخلص من أوضاعها الصعبة وللقيام بشؤون المنزل ، فهي سند الرجل في تربية الماشية والعمل الفلاحي. ورغم ذلك فهي تجد الوقت للمنسج «السداية» لتبحر في إبداعاتها العصامية من زربية ومرقوم وكليم وبرنوس وقشابية. إضافة إلى صناعة بعض المعدات التقليدية من الحلفاء والطين.
هذا المجهود التي تقوم به المرأة الريفية المكافحة لم تقابله عناية المعنيين بهذا المجال حتى أن واقع الحرف بالجهة غائب عن اهتمامات مصالح الصناعات التقليدية ومصالح النهوض بالمرأة الريفية .فكل هذا الكم الهائل من المنتوجات الصوفية التقليدية أساسا الذي تزخر به الجهة لم يجد الترويج محليا و جهويا ووطنيا ،و لم تلق حظها في المعارض ولم تستغل سياحيا ، حتى ان المرأة الريفية أصابها الإحباط لأنها لم تلق التشجيعات والحوافز التي تكون لها دافعا لمزيد العمل .
المرأة الريفية بحاجة إلى من يأخذ بيدها بالدعم والمتابعة والإرشاد والتأطير حتى لا يبقى الحديث عن الصناعات التقليدية مجرد شعارات نرفعها من حين لآخر .فلماذا لا تساهم الجمعيات التنموية بصورة فعالة بإسناد قروض وحوافز متنوعة لفائدة اليد العاملة النشيطة في هذا المجال لبعث مشاريع صغرى تكفل للمرأة الريفية خلق موارد الرزق وتأمين دخل قار يحميها من الفقر و تكون مشاركة في الحركة التنموية بالبلاد عامة وبالريف خاصة. إن مكافحة ظاهرة الأمية المنتشرة في الأرياف من شأنها أن يكسب الفتاة الريفية القدرة على صقل مواهبها وتطوير قدراتها الحرفية وعلى بناء الأفكار وتصور المشاريع.
إن المحافظة على الصناعات التقليدية الموروثة بالجهة ضروري والتي كادت أن تندثر في زمن المخلوع بعد أن غزتها الصناعة الصينية التي دخلت أسواقنا عن طريق عصابة السلب والنهب دون رقيب ولا حسيب رغم تشكيات المهنيين والحرفيين.