اعتمدت بلادنا الطب عن بعد منذ سنة 96 أي بعد سنتين فقط من ظهوره في العالم، لكن شهد هذا القطاع تراجعا مفزعا اذ انه من جملة 23 مركزا استشفائيا مجهّزا بجهاز الطب عن بعد لا يعمل منها بصفة مستمرة سوى اثنين فقط!؟ هذا ما ذكره أستاذ الطب ورئيس الجمعية التونسية للطب عن بعد الدكتور عزيز الماطري خلال أول مائدة مستديرة لدراسة قطاع الطب عن بعد المنعقد مساء أول أمس بقطب الغزالة. حضره وزير تكنولوجيات الاتصال وعدد من رؤساء الأقسام الاستشفائية ومشغلو شبكات الهاتف الجوّال بتونس.. الاختصاصات وفي حديث خاص مع «الشروق» ذكر الدكتور عزيز الماطري ان الاختصاصات التي تعتمد الطب عن بعد في تونس هي بالخصوص «السكانار» وال «I.R.M» التصوير بالرنين المغناطيسي وهي معتمدة خاصة بين مستشفيي قفصة والقصاب بالعاصمة. وأضاف الدكتور الماطري انه بدل ان ينتقل طبيب مختص من العاصمة الى الجهات الداخلية يتم اعتماد هذه التقنية التي بفضلها ايضا لا يتكبد المريض كلفة التنقل من الجهات الى العاصمة اذ يستفيد من العلاج عن بعد. وأضاف انه تنجز حاليا بفضل هذه التقنية ما لا يقل عن 300 تشخيص أو تدخل طبي عن بعد في تونس، اي ما يناهز تدخلا طبيا يوميا. تراجع ولاحظ الدكتور التراجع الكبير الذي تشهده التدخلات الطبية عن بعد خلال السنوات الأخيرة فمن جملة 23 مركزا استشفائيا مجهزا لا يعمل منها سوى اثنين وذلك بسبب تقادم التجهيزات وغياب صيانتها... وأضاف أن الطب عن بعد جاء نتيجة مبادرات شخصية لأطباء الاختصاص عملوا خلال سنوات مع زملائهم بالخارج خاصة في مستشفى صالح عزيز ومستشفى صفاقس لكن المبادرة لم تتواصل لغياب التمويل وعدم تطوير التقنيات. حلول ولتطوير المنظومة تم اقتراح إحداث شبكة الألياف البحرية عوض التواصل عبر خطوط الهاتف القار. وتتميّز هذه الشبكة بتمكين الأطباء في تونس من الاتصال بأفضل طبيب مختص في تونس او العالم. في حين انه حاليا يتم الاتصال مع مختص واحد وفي حال غيابه لا يمكن الاتصال بآخرين. وفي هذا المجال ذكر وزير الاتصال خلال المائدة المستديرة ان هذه الشبكة بصدد الانجاز وهي في مراحل متقدمة ويمكن استغلالها ضمن مراحل بين المستشفيات. من جهة أخرى ذكر الدكتور الماطري انه انه لتطوير قطاع الطب عن بعد لا بدّ من تنظيم الناحية القانونية والأخلاقية لهذا القطاع ذلك انه الى حد الآن القانون لا يتعاطى مع الطب عن بعد فمثلا في حال فشل عملية أجريت عن بعد من يتحمل مسؤوليتها الطبيب المباشر او الطبيب الذي تمت استشارته عن بعد؟ كذلك هل يتم خلاص خدمات الطبيب المباشر أم زميله الذي ساعده عن بعد؟ وتطرح هذه المسألة خاصة عند تعامل أطباء القطاع الخاص بالقطاع العام.. وعموما وعدت وزارة الصحة بإيجاد حلول لهذه الاشكاليات وقد نشهد خلال الأشهر القادمة ازدهار هذا الاختصاص الذي باشرته تونس منذ سنوات لكن خطاها مازالت متعثرة بسبب اجراءات بسيطة يمكن تداركها. كما قد نرى خلال أيام طبيبا يباشر مريضه ويجري له التحاليل عن بعد بفضل هاتفه الجوّال فحسب كما هو معمول به في الخارج خاصة بالنسبة الى مرضى السكري والقلب اذ يتم تبادل التحاليل واجراء تخطيط القلب عبر الجوّال وعن بعد.