شن نشطاء المعارضة واليسار يوم أمس حملة ضارية على الداعية يوسف القرضاوي وعلى حركة النهضة التي استدعته الى تونس خصوصا حين تمّ ترويج تصريح جاء فيه أن للشيخ القرضاوي فضلا على الثورة التونسية.
ناشطون كثيرون من اليسار استعدوا منذ أيام لمعارضة زيارة الشيخ القرضاوي في الصفحات التونسية، وبعضهم عثر له على تصريح قديم في مقال يتودد فيه الى الجنرال بن علي أيام حكمه الجائر ويثمن عنايته بالدين، فيما كان الواقع يذبح خصومه ذبحا بكل السبل وخصوصا في الحوض المنجمي. كما تعرض الشيخ لهجوم عدد كبير من الناشطين في الصفحات الاجتماعية بحجة أنه أصبح يمثل رأس حربة حلف «الناتو» في تفكيك الدول العربية وتسليمها لأحزاب دينية في اطار الرؤية الأمريكيةالجديدة للعالم العربي. كما يواجه الداعية الأكثر شهرة في العالم العربي الاسلامي قائمة طويلة من التهم مثل الاثراء باسم الدين والتآمر على الشيء القليل من الحداثة التي حققتها بعض المجتمعات العربية. كما يهاجمه خصومه بتفاصيل شخصية وعائلية من حياته نترفع عن ذكرها هنا.
وعندما نشر نشطاء النهضة وأنصارهم صور استقبال القرضاوي في مطار قرطاج، هاجت الصفحات اليسارية والمعارضة واتهموا نواب النهضة بتعطيل أشغال المجلس التأسيسي لأنهم فضلوا استقبال الشيخ على مناقشة فصول قانون المالية التكميلي. كما خلفت صور استقبال الشيخ في عدة أماكن بتونس غضب خصومه، اذ نشر بعض الناشطين من اليسار مقالات تستنكر استعمال شعار الدولة الرسمي في أماكن استقباله وتجنيد عدد كبير من أعوان الأمن ووسائل النقل العمومي لذلك، بحجة أن من يستقبله هي حركة النهضة وليست الدولة ولا حتى الحكومة. كما يستنكر هؤلاء استقبال القرضاوي في قاعة الاستقبال الشرفية في المطار والمخصصة لكبار الضيوف الرسميين، «لأن القرضاوي ليس ضيف الدولة التونسية بل ضيف حركة النهضة» كما كتبت ناشطة يسارية.
غير أن أكثر ما أثار غضب خصوم القرضاوي في تونس هي التصريحات التي تزعم أن له فضلا على الثورة التونسية، حتى أن ناشطة شابة معروفة بسخريتها المرة كتبت في صفحتها تعليقا على ذلك: «يوسف القرضاوي، أصيل منطقة القصرين، شارك في كل اعتصامات الحوض المنجمي بقفصة واضرابات الجوع أيام بن علي وقاد المظاهرات في سيدي بوزيد، ثار على النظام في ديسمبر 2010 و طارد بن علي حتى الطائرة محاولا القبض عليه، يعود أصله الى قبيلة الفراشيش، كان له الفضل، كل الفضل، في تحرير الشعب التونسي».
واعتبر العديد من الناشطين من عدة توجهات فكرية أنه كان على الشيخ القرضاوي أن يعبر عن احترامه للشعب التونسي ولشهدائه الذين كانوا أول من ابتكر الصمود السلمي في الشارع لطرد الجنرال الحاكم، هذا الشعب الذي أعطى درسا لشعوب العالم في الثورة الحضارية، وليس من حق الشيخ أو أي أحد أن يزعم أن له دورا أو فضلا على التونسيين الذين قدموا أبناءهم وبناتهم شهداء للحرية والكرامة.
تنقسم الصفحات التونسية بسبب زيارة القرضاوي، رغم أن البعض يرى أن الموضوع يأخذ أكثر من حجمه مثلما كتب ناشط حقوقي: «القرضاوي مجرد شيخ لا يهم غير مريديه، الشعب يريد التنمية والشغل والكرامة، الكلمات التي صرخنا بها منذ عام ونصف».