مازالت ارتدادات الهزة العنيفة التي خلفتها استقالة السلامي تضرب في جسم وأركان النادي وتتهدد وجود الفريق فمن تلويح باستقالة جماعية للهيئة بكافة أعضائها في الساعات القادمة ورفض المسدي تولي المهمة التي يخولها له القانون إلى استقالة رئيس لجنة الدعم بسام الوكيل من رئاسة اللجنة, التي يدعوها القانون الأساسي للجمعية إلى تحمل الأعباء في مثل هذه الأوضاع.
لئن أصبحت أسباب الوضعية الحالية معلومة لدى الجميع فإن تبعاتها لا يعلم أي كان إلى أين ستؤول بالفريق؟ ولا يملك أحد إجابة حول متى ستنتهي هذه الأزمة؟
أزمة العادة وغياب الإرادة
ما يمكن تأكيده هو وقوف الجميع متفرجين في ظل غياب الإرادة الحقيقية للخروج بالفريق من مربع الخطر, فليس جديدا الحديث عن أزمة وقضايا وديون أو إشكال في الحالة التسييرية أوفي أعلى الهرم فكلها مجتمعة تمثل أزمة العادة و«العوايد» في فريق لم تقدم له المضادات الحيوية للقضاء على الفساد والهنات التي يعاني منها بل تعطى له المسكنات التي قد تهدئ الأمور العالقة بعض الشيء وتؤجل الأزمة إلى حين ولكن مع الإبقاء على الداء وتغلغله أكثر فأكثر.
فشل مزدوج
كل ما شاهدناه في الساحة السياسية من تجاذبات بعد الثورة موجود في ال«سي آس آس» ولو بصورة أخرى وبطرائق مختلفة سواء بين هياكله أوبين الرئيس ورجالات الفريق ورموزه وبدا ذلك واضحا في جلسة المركب الشهيرة بالتجاوزات والاتهامات المتبادلة أو بتلويح السلامي بعصا القضاء لعدد من الرؤساء السابقين ويظهر الفشل جليا سواء في عجز السلامي عن استمالة واستقطاب هذه الشخصيات وعدم توفقه في تجميعهم حول النادي عبر تشريكهم واستشارتهم. وفي الطرف المقابل لم يبد هؤلاء من جهتهم أي تحمس لخدمة الفريق واعانته... ثنائية الفشل هذه تجعل الفريق الخاسر الوحيد.
أي دور للجنة الدعم ؟
وفقا للقانون الداخلي للفريق تعتبر اللجنة العليا للدعم الهيكل الأسمى في المنظومة التي يقوم عليها النادي وهي الموكول لها في صورة سير الأمور على النحو الحالي تصريف الأمور إلى حين إلتئام جلسة عامة انتخابية في ظرف لا يتجاوز ثلاثة أشهر فهل هذا الهيكل جاهز وقادر على تحمل المسؤولية في هذه الوضعية الحرجة لا سيما أن عديد المؤشرات تقول عكس ذلك , فهذه اللجنة مثلا كانت حاضرة بالغياب طوال الفترة الماضية وتتحمل قسطا كبير من المسؤولية في ما وصل إليه الفريق, فإلى جانب أنها لم تتحرك لتجابه المشاكل المادية لم تعمل أيضا على إيجاد البديل وهي تعلم مسبقا أن السلامي قد يغادر بعد ستة أشهر وهذا لا يعد من التقصير بل يتجاوزه بكثير. ومن جهة أخرى كانت الهيئة قد دعت منذ شهر عبر مراسلة لجنة الدعم للانعقاد والنظر في ما ينتظر الفريق من تحديات. ولكن عجزت هذه اللجنة على تجميع أعضائها وهذا ما يؤكد أنها كانت خارج الموضوع تماما. وفي كل الحالات فهذه اللجنة يتوجب أن تكون العين الساهرة على الفريق وسنده الذي لا ينقطع, وخاصة أنها تضم بين جنباتها كل الرؤساء وكباره والغيورين على الفريق, وتنتظرها مراجعة شاملة لأدوارها وطريقة عملها والآن وقد تصبح هذه الهيئة في الواجهة فعليها الإنتقال بالفريق إلى شاطئ الأمان.
كابوس «الفلوس»
لا يخفى على أحد أن الجميع يجب أن يكون في حجم اللحظة المفصلية في تاريخ الفريق كما يعلم الجميع أن المشكل في ال«سي آس آس» مادي بالأساس وكابوس «فلوس» بامتياز. فالفريق يسير في حقل ألغام بين عدد من القضايا والملفات ويعتبر شهر ماي هذا شهر الألغام والتحديات وربما العقوبات فديون مهولة متخلدة وقنابل موقوتة عديدة تتحين الفرصة للانفجار وتترجم حجم الصعاب وتختزل لوحدها المشهد المرعب, إذ عبر عملية كشف حساب للاستحقاقات التي تنتظر الفريق تحتاج خزينة النادي إلى أكثر من مليارين من المليمات, فالفريق مدعوإلى توفير مليار ونصف كمستحقات لأشنتي قولدفيلدز الغاني من صفقة أبوكو وأيضا 200 ألف دينار كنصيب لإنمبا النيجيري عن صفاقة أساموا , وعليه صرف 96 ألف دينار لبيار لوشانتر بعد إقرار الفيفا بذلك كما أنه مضطر لتسديد مبلغ 480 ألف دينار للصندوق القومي للضمان الإجتماعي, علما وأن الجلسة النهائية مقررة أواخر هذه الشهر وإلا فإن في انتظاره عقلة على أرض المركب القديم, وينضاف إلى هذه الالتزامات 240 ألف دينار لأورلاندو بيراتس نظير انتقال أمبيلي للأهلي السعودي, فهل يدرك الجميع إذن أهمية اللحظة وجسامة ما يتتهدد الفريق قبل فوات الأوان وأنه لا مجال الآن إلا للتكاتف والتلاحم.